للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال أيضًا:

ألاَ كُلُّ ما هُوَ آتٍ قَريبُ ... ولِلأَرْضِ مِنْ كُلِّ حَيٍّ نَصِيْبُ

وَلِلنّاسِ حُبٌّ لِطولِ الْبَقا ... ءِ فيها وَلِلْمَوْتِ فيهِمْ دَبِيْبُ

وَكَمْ مِنْ أُناسٍ رَأَيْناهُمُ ... تَفانَوْا فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ عَرِيبُ

وَصاروا إلى حُفْرَةٍ تُجْتَوى ... وَيُسْلِمُ فيها الْحَبِيبَ الْحَبِيبُ

أرى الْمَرْءَ تُعْجِبُهُ نَفْسُهُ ... فَأَعْجَبُ والأَمْرُ عِنْدي عَجِيبُ

ومَا هُوَ إلاّ على نَقْصِهِ ... فَيَوْمًا يَشِبُّ وَيَوْمًا يَشِيبُ

ألاّ يَعْجَبُ الْمَرْءُ مِنْ نَفْسِهِ ... إذا مَا نَعاهَا إلَيْهِ الْمَشِيْبُ

إذا عِبْتَ أمْرًا فَلا تَأْتِهِ ... وَذُو اللُّبِّ مُجْتَنِبٌ ما يَعِيْبُ

وَدَعْ ما يَريبُكَ لا تَأْتِهِ ... وَجُزْهُ إلى كُلِّ ما لا يَرِيْبُ

أراكَ لِدُنْياكَ مُسْتَوْطِنًا ... ألَمْ تَدْرِ أنَّكَ فيها غَرِيْبُ

أغَرَّكَ مِنْها نَهارٌ يُضيءُ ... وَلَيْلٌ يَجُنُّ وَشَمْسٌ تَغِيْبُ

فَلا تَحْسَبِ الدّارَ دارَ الْغُرو ... رِ تَصْفو لِساكِنِها أَوْ تَطِيْبُ

وقال أيضًا:

أنَلْهو وأيّامُنا تَذْهَبُ ... وَنَلْعَبُ وَالْمَوْتُ لا يَلْعَبُ

عَجِبْتُ لِذي لَعِبٍ قَدْ لَها ... عَجِبْتُ وَما لِيَ لا أعْجَبُ

أيَلْهو وَيَلْعَبُ مَنْ نَفْسُهُ ... تَموتُ وَمَنْزِلُهُ يَخْرَبُ

نَرى كُلَّ ما ساءَنا دائِبًا ... عَلى كُلِّ ما سَرَّنا يَغْلِبُ

نَرى الْخَلْقَ في طَبَقاتِ الْبِلى ... إذا ما هُمُ صَعَّدوا صَوَّبُوا

نَرى اللَّيْلَ يَطْلُبُنا وَالنَّهارَ ... وَلَمْ نَدْرِ أيُّهُما أطْلَبُ

أحاطَ الْجَديدانِ جَمْعًا بِنا ... فَلَيْسَ لَنا عَنْهُما مَهْرَبُ ...

<<  <  ج: ص:  >  >>