للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَكُلُّ لَهُ مُدَّةٌ تَنْقَضي ... وَكُلُّ لَهُ أَثَرٌ يُكْتَبُ

إلى كَمْ تَدافِعُ نَهْيَ الْمَشيـ ... ـب يا أيُّها اللاعِبُ الأَشْيَبُ

وَما زِلْتَ تجْري بِكَ الْحَادِثاتُ ... فَتَسْلَمُ مِنْهُنَّ أوْ تُنْكَبُ

سَتُعْطى وتُسْلَبْ حَتّى تَكون ... نَ نَفْسُكَ آخِرَ ما يُسْلَبُ

وقال رحمه الله:

لِمَ لا نُبادِرُ ما نَراهُ يَفوتُ ... إذْ نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّنا سَنَموتُ

مَنْ لَمْ يُوالِ اللهَ والرُّسُلَ الَّتي ... نَصَحتْ لَهُ فَوَلِيُّهُ الطَّاغوتُ

عُلَماؤُنا مِنّا يَرَوْنَ عَجائِبًا ... وَهُمُ على ما يُبْصِرونَ سُكوتُ

تُفْنِيهُمُ الدُّنْيا بِوَشْكِ زَوالِها ... فَجَمِيعُهُم بِغُرورِها مَبْهوتُ

وَبِحَسْبِ مَنْ يَسْمو إلى الشّهَوات ما ... يَكْفيهِ مِنْ شَهَواتِهِ وَيَقوتُ

يا بَرْزَحَ الْمَوْتَى الَّذِي نَزَلوا بِهِ ... فَهُمُ رُقودٌ فِي ثَراهُ خُفوتُ

كَمْ فيكَ مِمَّنْ كانَ يوصَلُ حَبْلُهُ ... قَدْ صارَ بَعْدُ وَحَبْلُهُ مَبْتوتُ

وقال أيضًا:

يا رُبَّ رِزْقٍ قَدْ أَتى مِنْ سَبَبْ ... لو سَلَّمِ الْعَبْدُ إِلَيْهِ الطَّلَبْ

وَرُبَّ مَنْ قَدْ جاءَهُ رِزْقُهُ ... مِنْ حَيْثُ لا يَرْجوا وَلا يَحْتَسِبْ

ما أَنْفَعَ الْعَقَلَ لأَصْحابِهِ ... نَتيجَةُ الْعَقْلِ تَمامُ الأَدَبْ

ما يَسْتَقيمُ الأَمْرُ إِلا الْتَوى ... وَلا يَجِيءُ الشَّيْءُ إِلاّ ذَهَبْ

وَالدَّهْرُ لا تَفْنى أَعاجيبُهُ ... في كُلِّ ما فَكَّرْتَ فيهِ عَجَبْ

وقال أيضًا:

لَقَدْ لَعِبْتُ وَجَدَّ الْمَوْتُ في طَلَبي ... وَإنَّ في الْمَوْتِ لي شُغْلاً عَنِ اللَّعِبِ

لَوْ شَمَّرْتُ فِكْرَتي فيما خُلِقْتُ لَهُ ... ما اشْتدَّ حِرْصي على الدُّنْيا وَلا طَلَبِي

سُبْحانَ مَنْ لَيْسَ مِنْ شِيْءٍ يُعادِلُهُ ... إنَّ الْحَريصَ على الدُّنْيا لَفي تَعَب

<<  <  ج: ص:  >  >>