للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَتَشَوَّفَتْ لِذَوي مَخايِلِها الْمُنى ... وَكتَمْنَ سُمًّا تَحْتَهُنَّ نِقَيْعَا

وَإلى مَدًى سَبَقَتْ جِيادُ ذَوي التُّقى ... فأَصَبْنَ فيهِ مِنَ الْحَياءِ رَبِيْعَا

وَلَتُفْتَنَنَّ عَنِ الْهُدى إنْ لَمْ تَكُنْ ... لأَعِنَّةِ الدُّنْيا إِلَيْهِ خَليعَا

كَمْ عِبْرَةٍ لَكَ قَدْ رَأَيْتَ إن اعْتَبَرْ ... تَ بِها وَكمْ عَجَبًا رَأَيْتَ بَدِيْعَا

إنْ كُنْتَ تَلْتَمِسُ السَّلامَةَ في الأُمُو ... رِ فَكُنْ لِرَبِّكَ سامِعًا وَمُطيعا

وقال أيضًا:

رَجَعْتُ إلى نَفْسي بِفِكْري لَعَلَّها ... تُفارِقُ ما قَدْ غَرَّها وَأَذَلَّها

فَقُلْتُ لهَا يا نَفْسِ ما كُنْتُ آخِذًا ... مِنَ الأَرْضِ لَوْ أصْبَحْتُ أَمْلِكُ كُلَّها

فَهلْ هِيَ إلاّ شَبْعَةٌ بَعْدَ جَوْعَةٍ ... وإلاّ مُنى قَدْ حانَ لي أنْ أمَلَّها

ومُدَّةُ وَقْتٍ لمْ يَدَعْ مرُّ ما مَضى ... عَليَّ مِنَ الأَيّامِ إلاّ أقَلَّها

أَرى لَكَ نَفْسًا تَبْتَغي أنْ تُعِزَّها ... ولَسْتَ تُعِزُّ النَّفْسَ حَتّى تُذلِهَّا

وقال رحمه الله:

أَلَمْ يَأْنِ لي يا نَفْسُ أنْ أَتَنَبَّها ... وَأنْ أتْرُكَ اللَّهْوَ الْمُضِرَّ لِمَنْ لَها

أَرَى عَمَلي لِلشَّرِّ مِنِّي بِشَهْوَةٍ ... وَلَسْتُ أَرُومُ الْخَيْرَ إلاَّ تَكَرُّها

كَفى بامْرِئٍ جَهْلاً إذا كانَ تابِعًا ... هَواهُ مِنَ الدُّنْيا إِلى كُلِّ ما اشْتَهى

وفي كُلِّ يَوْمٍ عِبْرَةٌ بَعدَ عِبْرَةٍ ... وفي الْمَوْتِ ناه لِلْفَتى لَوْ هُوَ انْتَهى

وَكُلُّ بَنِي الدُّنْيا عَلى غَفَلاتِهِ ... تُواجِهُهُ الأَقْدَارُ حَيْثُ تَوَجَّها

وقال أيضًا:

عَجَبًا عَجَبْتُ لِغَفْلَةِ الإِنْسانِ ... قَطَعَ الْحَياةَ بِغرَّةٍ وأمانِ

فَكَّرْتُ في الدُّنيا فكانَتْ مَنْزِلاً ... عِنْدي كَبَعْضِ مَنازِلِ الرُّكْبانِ

عِندي جَميعُ النّاسِ فيها واحِدٌ ... فَقَليلُها وكَثِيرُها سِيّانِ

<<  <  ج: ص:  >  >>