للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا ساكِنَ الدُّنْيا طَفِقْتَ تُزَيِّنُ الدُّ ... نْيا بِما لا يَسْتَقيمُ فَشِنْتَها

اُذْكُرْ أَحِبَّتَكَ الَّذينَ ثَكِلْتَهُمْ ... اُذْكُرْ رُهُونًا في التُّرابِ رَهَنْتَها

وَلخَيْرُ ما قَدَّمْتَ سُنَّةُ صالِحٍ ... لِلصّالِحينَ فَعَلْتَها وَسَنَنْتَهَا

وقال:

أَلا لَيْتَ شِعْرِي كَيْفَ أَنْتَ إذا الْقُوى ... وَهَتْ وَإذا الْكَرْبُ الشَّديدُ عَلاكا

تَمُوتُ كَما ماتَ الَّذينَ نَسِيتَهُمْ ... وتُنْسَى وَتَهْوى الْعِرْسُ بَعْدُ سِواكا

تَمَنَّيْتَ حَتَّى نِلْتَ ثُمَّ تَرَكْتَها ... تَنَقَّلُ بَيْنَ الْوارِثينَ مُناكا

إذا لَمْ تَكَنْ فِي مَتْجَرِ الْبِرِّ والتُّقى ... خَسِرْتَ نَجاةً واكْتَسَبْتَ هَلاكا

إذا أنْتَ لَمْ تَعْزِمْ عَلى الصَّبْرِ لْلأذى ... رَمَيْتَ الَّذي مِنْهُ الأَذى وَرَماكا

إذا كُنتَ تَبْغي البِرَّ فاكْفُفْ عَنِ الأذى ... وَما الْبِرُّ إلاَّ أَنْ تَكُفَّ أَذاكا

أَخوكَ لَّذي مِنْ نَفْسِهِ لَكَ مُنْصِفٌ ... إِذا الْمَرْءُ لَمْ يُنْصِفْكَ لَيْسَ أَخاكا

وقال:

لِيَبْكِ عَلى نَفْسِهِ مَنْ بَكى ... فَما أوْشَكَ الْمَوْتَ ما أوْشكَا

فلا تَبْكِيَنَّ عََلَى هالِكٍ ... فإِنَّ قُصاراكَ أنْ تَهْلِكا

أتَطْمَعُ في الْخُلْدِ بَعْدَ الَّذينَ ... رَأَيْتَهُمُ قَدْ مَضَوْا قَبْلَكا

وقال أيضًا:

أيا رَبِّ يا ذَا الْعَرْشِ أنْتَ رَحِيمُ ... وأَنْتَ بِمَا تُخِفْي الصُّدورُ عَلِيمُ

فَيا رَبِّ هَبْ لي مِنْكَ حِلْمَا فَإنَّني ... أَرَى الْحِلْمَ لَمْ يَنْدَمْ عَلَيْهِ حَلِيمُ

ويَار رَبِّ هَبْ لي مِنْكَ عَزْمًا عَلى التُّقَى ... أُقيمُ بِهِ ما عِشْتُ حَيْثُ أُقيمُ

أَلاَ إِنَّ تَقْوَى اللهِ أَكْرَهُ نِسْبَةٍ ... تَسامى بِها عِنْدَ الْفَخارِ كَريمُ

إذا ما اجْتَنَبْتَ النَّاسَ إلاّ عَلى التُّقى ... خَرَجْتَ مِنَ الدُّنْيا وأنْتَ سَليمُ

<<  <  ج: ص:  >  >>