للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومَا شَيْءٌ بِأخْلَقَ أَنْ تَراهُ ... قَلِيَلا مِنْ أخِي ثِقَةٍ مُؤاسِ

ومَا تَنْفَكُّ مِنْ دُوَلٍ تَراها ... تَنَقَّلُ مِنْ أُناسٍ في أُناسِ

وقال أيضًا:

أتَطْمَعُ أنْ تُخلَّدَ لا أبا لَكْ ... أمِنْتَ مِنَ الْمَنِيَّةِ أنْ تَسالَكْ

أما واللهِ إنَّ لَهَا رَسولاً ... وأُقْسِمُ لَوْ أتاكَ لَما أقالَكْ

تَنَظَّرْ حَيْثُ كُنْتَ قُدومَ مَوْتٍ ... يُشَتِّتُ بَعْدَ جَمْعِهِمُ عِيالَكْ

كَأنِّي بِالتُّرابِ عَلَيْكَ رَدْمًا ... وبِالْباكينَ يَقْتَسِمونَ مالَكْ

ألا فاخرُجْ مِنْ الدُّنيا جَميعًا ... وزَجِّ مِنَ الْمَعاشِ بِما زَجا لَكْ

فَلَسْتَ مُخَلِّفًا في النّاسِ شَيْئًا ... ولا مُتَزَوِّدًا إلاَّ فَعِالَكْ

آخر:

كُلُ امْرِئٍ فكما يدين يُدَان ... سُبْحَانَ مَن لَم يَخْلُ مِن عِلْمِهِ مَكَانُ

سُبْحَانَ مَن يُعْطي المنى بخواطِرٍ ... في النفس لم يَنطِق بِهنَّ لِسَانُ

سُبْحَانَ مَن لا شيءَ يَحْجُبُ عِلْمَهُ ... فالسِّرُّ أجْمَعُ عِنْدَهُ إعْلاَنُ

سُبْحَانَ مَن هُوَ لا يَزَالُ مُسَبَّحًا ... أبَدًا ولَيْسَ لِغَيْرِهِ السُّبْحَانُ

سُبْحَانَ مَن تَجْرِي قَضَايَاهُ عَلَى ... مَا شَاءَ منها غَائبا وعِيَانُ

سُبْحَانَ مِنْ هُوَ لا يَزَالُ ورِزْقُهُ ... لِلْعَالَمينَ تَبَارَكَ المَنَانُ

سُبْحَانَ مَن في ذكْرِهِ طُرُقُ الرِضَا ... مِنْهُ وفيه الرَّوحُ والرَّيْحَانُ

مَلِكٌ عَزِيْزٌ لا يُفَارِق عِزُّهُ ... يُعْصَى ويُرْجَى عِنْدَهُ الغُفْرانُ

مَلِكٌ لَهُ ظَهْرُ الفَضَاءِ وبَطْنُهُ ... لم تُبْلِ جِدَّةَ مُلْكِهِ الأَزمَانُ

مَلِكٌ هُوَ الْمَلِكُ الذي مِنْ حِلْمِهِ ... يُعْصَى ويَرُجَى عِنْدَهُ الإِحْسَانُ

يَبْلَى لِكُلِّ مُسَلَّطٍ سُلْطَانُهُ ... واللهُ لا يَبْلَى لُهُ سُلْطَانُ

<<  <  ج: ص:  >  >>