للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَلَقَلَّ ما لَبِثَ الْعَوائِدُ بَعْدَكُمْ ... وَلَقَلَّ مَا ذَرَفَتْ عُيونُ الْباكِياتِ

وَالدَّهْرُ لاَ يُبْقي على نَكباتِهِ ... صُمَّ الجِبالِ الرَّاسِياتِ الشَّامِخاتِ

مَنْ كَانَ يَحْشَى اللهَ أصْبَحَ رَحمةً ... لِلْمؤمِنينَ وَرَحْمَةً لِلْمؤمِناتِ

وإذا أرَدت ذَخيرَةً تَبْقى فنا ... فِسْ في ادِّخارِ الْباقياتِ الصَّالِحاتِ

وَخَفِ الْقِيامَةَ ما اسْتَطَعْتَ فإنِّما ... يَوْمُ الْقِيامَةِ يَوْمُ كَشْفِ المُخْبَآت

وقال أيضًا:

مِنَ النّاسِ مَيْتٌ وهْوَ حَيٌّ بِذِكْرِهِ ... وحَيٌّ سَليمٌ وهْوَ في النّاسِ مَيِّتُ

فَأمّا الَّذي قَدْ ماتَ والذِّكْرُ ناشِرٌ ... فَمَيْتٌ لَهٌُ دِينُ بِهِ الْفَضْلُ يُنْعَتُ

وَأَمّا الَّذي يَمْشي وقَدْ ماتَ ذِكْرُهُ ... فَأَحْمُقُ أفْنى دينَهُ وهْوَ أمْوَتُ

سَأضْرِبُ أمْثالاً لِمَنْ كانَ عاقِلاً ... يَسيرُ بِها مِنِّي رُوِيٌّ مُبَيِّتُ

وما زالَ مِنْ قَوْمي خَطيبٌ وشاعِرٌ ... وحاكِمُ عَدْلٍ فاصِلٌ مُتَثّبِّتُ

وحَيَّةُ أرْضٍ لَيْسَ يُرجى سَليمُها ... تَراها إلى أعْدائِها تَتَفَلَّتُ

وقال أيضًا:

الْمَوْتُ لا والِدًا يُبْقي ولا وَلَدا ... ولا صَغيرًا ولا شَيْخًا ولا أَحَدَا

كان النَّبِيُّ فَلمْ يَخْلُدْ لأُمِّتِهِ ... لَوْ خَلَّدَ اللهُ حَيًّا قَبْلَهُ خَلَدَا

لِلْمَوْتِ فينا سِهامٌ غَيْرُ مُخْطِئَةٍ ... مَنْ فاتَهُ الْيَوْمَ سَهْمٌ لمْ يَفُتْهُ غَدَا

ما ضَرَّ مَنْ عَرَفَ الدُّنْيا وغِرَّتَها ... ألاّ يُنافِسَ فيها أهْلَها أبَدَا

وقال أيضًا:

تَخَفَّفْ مِنَ الدُّّنْيا لَعَلَّكَ تُفْلِتُ ... وإلاَّ فَإني لا أظُنُّكَ تَثْبُتُ

ألَمْ تَرَ أنَّ الْحِلْمَ لِلْجَهْلِ قاطِعٌ ... وأَنْ لِسانَ الرُّشْدِ لِلْغَيِّ مُسْكِتُ

<<  <  ج: ص:  >  >>