للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَابْتَنَينا وما نُفَكِّرُ في الدَّهْـ ... ـرِ وفي صَرْفِهِ غَداةَ ابْتَنَينا

وابْتَغَينا مِنَ الْمَعاشِ فُضُولاً ... لَو قَنِعْنا بِدُونِها لاكْتَفَينا

وَلَعَمْري لَنَمْضِيَنَّ ولا نَمْضي ... بِشَيءٍ مِنها إذا ما مَضَينا

وافْتَرَقْنَا في الْمَقْدُراتِ وسَوَّى اللهُ ... في الْمَوتِ بَينَنا فاسْتَوَينا

كَمْ رَأَينا مِنْ مَيِّتٍ كانَ حَيًّا ... وَوَشِيكًا يُرى بِنا ما رأينا

ما لَنا نَأْمَنُ الْمَنايا كَأنّا ... لا نَراهُنَّ يَهْتَدِينَ إلَينا

عَجَبًا لامرِئٍ تَيَقَّنِ أنَّ الْـ ... ـمَوتَ حَقٌّ فَقَرَّ بالْعَيشِ عَينا

وقال أيضًا:

سُكْرُ الشَّبابِ جُنونُ ... والنّاسُ فَوقٌ ودُونُ

ولِلأُمورِ ظُهورٌ ... تَبْدو لَنا وظُنونُ

وللزَّمانِ تَثَنٍّ ... كما تَثَنّى الْغُصونُ

ِمِنَ الْعُقولِ سُهولٌ ... مُعْروفَةٌ وَحُزونُ

فِيهِنَّ رَطْبٌ مُؤَاتٍ ... مِنْهُنَّ كَزٌّ حُرُونُ

إنّي وَإنْ خانَني مَنْ ... أَهْوى فَلَسْتُ أخونُ

لا أُعْمِلُ الظَّنَّ إِلا ... فيما تَسوغُ الظُّنونُ

يا مَنْ تَمَجَّنَ مَهْلاً ... قَدْ طالَ مِنْكَ الْمُجونُ

هَوَّنْتَ عسْفَ اللَّيالي ... هَوَّنْتَ ما لا يَهونُ

يا لَيتَ شِعْري إذا ما ... دُفِنْتَ كَيفَ تَكونُ

لَو قَدْ تُرِكْتَ صَريعًا ... وَقَدْ بَكَتْكَ الْعُيونُ

لَقَلَّ عَنْكَ غَناءً ... دَمْعٌ عَلَيكَ هَتُونُ

لا تَأْمَنَنَّ اللَّيالي ... فَكُلُّهُنَّ خَئُونُ

<<  <  ج: ص:  >  >>