للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واسْتَرِرْكِي فَارِطَ الأوقَاتِ واجْتَهِدِي ... عَسَاكِ بالصِدْقِ أنْ تَمْحَي مَسَاوِيكِ

واسْعَي إلَى البِرَّ والتَّقْوىَ مُسَارِعَةً ... فَرُبَّما شُكِرَتْ يَومًا مَسَاعِيكِ

ولَنْ يَتِمْ لَكِ الأَعْمَالُ صَالِحةً ... إِلا بِتَركِكِ شَيئًا شَرّ مَتْرُوكِ

حُبُّ التَّكَاثُرِ في الدُّنْيَا وَزِينَتهَا ... فَهْيَ التِي عَن طِلابِ الخَيرِ تُلْهِيكِ

لا تُكْثِري الحِرْصَ في تَطْلابِهَا فَلَكَمْ ... دَمٌ لَهَا بِسُيُوفِ الحِرْصِ مَسْفُوكِ

بَلِ اقْنَعِي بِكَفَافِ الرِّزْقِ رَاضِيَةٌ ... فَكُلَّمَا جَاَز مَا يَكْفِيكِ يُعْطِيكِ

ثُمَّ اذْكُرِي غُصصَ الموتِ الفَظِيع تَهُنْ ... عَلَيكِ أَكْدَارُ دُنْيا لا تُصَافِيكِ

وَظُلْمَةَ القَبُرِ لا تَخْشَي وَوَحْشَتَهُ ... عِنْدَ انْفِرَادِكِ عَن خِلِ يُوَالِيكِ

والصَّالِحَاتِ لِيَومِ الفَاقَةِ ادَّخِرِي ... في مَوقفٍ لَيسَ فَيهِ مِن يُوَاسِيكِ

وأَحْسِنِي الظَّنَّ بِالرحمنِ مُسْلِمَةً ... فَحُسْنُ ظَنِّكِ بِالرحمنِ يَكْفِيكِ

آخر:

ما هذه الأرواح في أشباحِها ... إلاَّ وَدَائِعُ في غَدٍ سَتُسَلَّمُ

وإذا أَتَى المَرْءَ الحِمَامُ فَمالَهُ ... مُتأَخَّرٌ عنه وَلا مُتَقَدَّمُ

والنَّاسُ سَفْرٌ والزَّمَانُ مَطِيَّةٌ ... والعُمْرُ بِيدٌ والقُبُورُ مُخَيَّمُ

هذا قُصَارِي مَبْلغُ الدُنْيَا فَكُنْ ... يَقظًا ولا يَغْرُوكَ مِنْهَا مبْسِمُ

والعُمْرُ ثَوبٌ والصِفَاتُ رُقومُهُ ... فاخْتَرْ بأَيِ الوَصِْفِ ثَوَبَكَ تَرْقُمُ

والعُمْرُ رَأْسُ المالِ فاحْفَظْهُ فما ... قَدْ ضَاعَ مِن عُمْرِ الفَتَى لا يُغْرَمُ

جَدَّ الزمانُ وأنْتَ بَعْدُ لَهَازِلٌ ... لاَهٍ يُغِيرُ بِكَ الزَمَانُ ويُتْهِمُ

فاعْمَلْ لِنَفْسِكَ صالِحَاً تُجَزْي بِهِ ... يَومَ الحِسَاب فإن عُمْرَكَ مَوسِمُ

واجْعَلْ مِنَ العِلْمِ الشرِيفِ المرتَضَى ... عِلْمًا يَدُلُّكَ إنَّ دَهْرَكَ مُظْلِمُ

أطع الإِلهَ ولا تُضِعْ أحْكَامَهُ ... إنَّ المُطْيِعَ عَلَى المُضِيعِ مُقَدَّمُ

آخر:

أتَهْزَأُ بالدُعَاءِ وتَزدَرِيهِ ... ومَا يُدْرِيكَ ما فعَلَ الدُعَاءُ

سِهَام اللَّيلِ لا تُخْطكي وَلكِنْ ... لَهَا أمَدٌ ولِلأَمَدِ انْتِهَاءُ

<<  <  ج: ص:  >  >>