للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وبِمَنْ أذَلَّ الدَّهْرُ مَصْرَعَهُ ... فَتَبَرَّأَتْ مِنْهُ عَشائِرُهُ

مُسْتودَعًا قَبْرًا قَدَ أثْقَلَهُ ... فيها مِنَ الْحَصْباءِ قابِرُهُ

دَرَسَتْ مَحاسِنُ وجْهِهِ ونَفى ... عَنْهُ النَّعيمُ فَتِلْكَ ساتِرُهُ

فَقَريبُهُ الأَدْني مُجانِبُهُ ... وَصديقُهُ مِنْ بَعْدُ هاجِرُهُ

يا مُؤْثِرَ الدُّنْيا وطالِبَها ... والْمُسْتَعِدَّ لِمَنْ يُفاخِرُهُ

نَلْ ما بَدا لَكَ أنْ تَنالَ مِنَ الدُّ ... نْيا فَإنَّ الْمَوتِ آخِرُهُ

وقال:

أخٌ طالمَا سَرَّني ذِكْرُهُ ... فَقَدْ صِرْتُ أَشْجى لَدى ذِكْرِهِ

وقَدْ كُنتُ أغْدو إِلى قَصْرِهِ ... فَقَدْ صِرْتُ أغدوا إلى قَبْرِهِ

وكُنتُ أُراني غَنِيٍّا بِهِ ... عَنِ النّاسِ لَو مُدَّ في عُمْرِهِ

وكُنتُ مَتى جِئْتُ في حاجَةٍ ... فأمْري يَجوزُ عَلى أمرِهِ

فَتًى لَمْ يُخَلِّ النَّدى ساعَةً ... عَلى يُسْرِهِ كانَ أو عُسْرِهِ

تَظَلُّ نَهارَكَ في خَيرِهِ ... وتأَمَنُ لَيلَكَ مِنْ شَرِّهِ

فَصارَ عَليٌّ إلى رَبِّهِ ... وكانَ عَليٌّ فَتى دَهْرِهِ

أتَتْهُ الْمَنِيَّةُ مغُتْالَةً ... رُوَيدًا تَخَلَّلُ مِنْ سِتْرِهِ

فَلَمْ تُغْنِ أجنادُهُ حَولَهُ ... ولا الْمُسْرِعونَ إلى نَصْرِهِ

وقال:

يا ساكَنِ الْقَبْرِ عَنْ قَليلِ ... ماذا تَزَوَّدْتَ لِلرَّحيلِ

الْحَمْدُ للهِ ذِي الْمَعالي ... والْحَولِ والْقُوَّةِ الْجَليلِ

إنَّا لَمُسْتَوطِنونَ دارًا ... نَحْنُ بِهَا عَابِرُو سَبيلِ

دَارُ أَذًى عليلٌ ... يَشْكو أذَاهَا إلى عَليلِ

<<  <  ج: ص:  >  >>