للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كَمْ شاهِدٍ أنَّها سَتَفْنى ... كِمْ: َمنْظِلٍ مُقْفِرِ مُحيلِ

كَمْ مُسْتَظلٍّ بِظِلِّ مُلْكٍ ... أُخْرِجَ مِنْ ظِلِّهِ الظِلَّيلِ

لابُدَّ لِلْمُلْكِ مِنْ زَوالٍ ... عَنْ مُسْتَدالٍ إِلَى مُدِيلِ

كَمْ تَرَكَ الدَّهرُ منْ أُناس ... يَدْعونَ بالْوَيلِ والْعَوِيلِ

كَمْ نَغْصَ الدَّهْرُ مِنْ مَبيتٍ ... عَلى سَريرٍ ومِنْ مَقيل

كَمْ قَتَلَ الدَّهْرُ مِنْ أُناسٍ ... مَضَوا وكَمْ غالَ مِنْ قِبَيلِ

هَيهاتَ للأَرْضِ مِن عَزيزٍ ... يَبْقى عَلَيها وَلا ذَلِيلِ

يا عَجَبًا مِنْ جُمودِ عَينٍ ... لَمْ تَعْرَ مِنْ حَادِثٍ جَلِيلِ

كَأَنِّني لَمْ أُصَبْ بِإلفٍ ... وَلا قَرينٍ ولا دَخِيلِ

ولا رَفِيقٍ ولا صَدِيقٍ ... ولا شَفِيقٍ ولا عَدِيلِ

ما لِي إذا ما ثَكِلْتُ خِلاًّ ... ثَنَيتُ صَدْرًا عَلى خَليلِ

مَحَلُّ مَنْ ماتَ لَيسَ يَلْوِي ... بِهِ وَصولٌ عَلى وَصولٍ

يا نَفْسُ لابُدَّ مِنْ فَنِاءٍ ... فَقَصِّري الْعُمْرَ أَو أَطِيلِي

ما أَقْطَعَ الْمَوتَ لِلأَماني ... والأَمَلِ النّازِحِ الطَّوِيلِ

ما أَخْوَضَ النّاسَ مُنْذُ كَانُوا ... في كُلِّ قالٍ وكُلِّ قِيلِ

ما أَفضَلَ الرَّفْضَ لِلمَلاحِي ... والصَّبْرَ لِلفادِحِ الْجَلِيلِ

ما أَزْيَنمَ الْجُودَ مِنْ حَلِيفٍ ... مَا أَشْيَنَ الْبُخْلَ لِلْبَخِيلِ

* * *

وقال رحمه الله:

رُوِيدَكَ لا تَسْتَبْطِ مَأ هُوَ كائِنٌ ... ألاَ كُلُ مُقْدُورٍ فَسَوفَ يَكُونُ

سَتَذْهَبُ أيامٌ وتَخْلُقُ جِدَّةٌ ... وتَمْضِي قُرُونٌ بَعْدَهُنَّ قُرُونُ

وتَدْرُسُ آثارٌ وتَعْقِبُ حَسْرَةٌ ... وتَخْلُو قُصُورٌ شُيِّدَة وحُصُونُ

<<  <  ج: ص:  >  >>