للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والْمَوتُ آخِرُ عِلَّةٍ ... يَعْتَلُّها الْبَدَنُ الْعَلِيلُ

لِدِفاعِ دَائِرَةِ الرَّدى ... يَتَضَايَقُ الرَّأْيُ الأَصِيلُ

فَلَرُبَّما عَثَرَ الْجَوا ... دُ وَرُبَّما حارَ الدَّليلُ

ولَرُبَّ جِيلٍ قَدْ مَضى ... يَتْلُوهُ بَعْدَ الْجِيلِ جِيلُ

وَلَرُبَّ باكِيَةٍ عَلَيَّ ... غَناؤهُا عَنِّي قَليلُ

وقال أيضًا:

أَرى الْمَوتَ لي حَيثُ اعْتَمَدْتُ كَمينَا ... فَأصْبَحْتُ مَهْمُومًا هُناكَ حَزِينَا

سَيُلْحِقُني حادِي الْمَنايا بِمَنْ مَضى ... أخَذْتُ شِمالاً أَو أخَذْتُ يَمِينَا

يَقِينُ الْفَتى بالْمَوتِ شَكٌّ وشَكُّهُ ... يَقينٌ ولكِنْ لا يَراهُ يَقِينا

عَلَينا عُيُونٌ لِلْمَنونِ خَفيَّةٌ ... تَدِبُّ دَبِيبًا بالْمَنِيَّةِ فِينَا

وما زالَتِ الدُّنيا تُقَلِّبُ أَهْلَها ... فَتَجْعَلُ ذا غَثَّا وذاكَ سَمِينَا

وقال أيضًا:

كُنْ عِنْدَ أَحْسَنِ ظَنِّ مَنْ ظَنّا ... وإِذا ظَنَنْتَ فأحْسِنِ الظَّنّا

لا تُتْبِعَنَّ يَدًا بَسَطْتَ بِها الْـ ... ـمَعْرُوفَ مِنْك أَذًى ولا مَنَّا

وَالْعَتْبُ يَنْعَطِفُ الْكَرِيمُ بِهِ ... وَيُرَى اللَّئِيمُ عَلَيهِ مُسْتَنًا

وَلَرُبَّ ذِي إِلْفٍ يُفارِقُهُ ... فَإِذا تَذَكَّرَ إلْفَهُ حَنَّا

وَلَقَلَّ ما اعْتَقَدَ امْرُؤٌ هِبَةً ... إلا رَأَيتَ لهُ بها ضَنا

عَجَبًا لنا وَلِطُولِ غَفْلَتِنا ... وَالْمَوتُ لَيسَ بِغافِلٍ عَنَّا

سَنَبِينُ عَمَّا نَحْنُ فيهِ لِمَنْ ... سَيَبِينُ بَعْدُ عَنِ الَّذي بِنَّا

يا إخْوَةً خُنَّا الْمُحِيطَ بِنَا ... عِلْمًا وَأنْفُسَنا الَّتِي خُنَّا

إنَّا وإنْ طالَ الزَّمانُ بِنا ... غَرَضُ الْحَودِثِ حَيثُما كُنَّا

<<  <  ج: ص:  >  >>