للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ما بالُ يَومِكَ لا تُعِدُّ لَهُ ... فَلَيَقْدَمَنَّ عَلَيكَ قادِمُهُ

رَفَدَتْ عُيونُ الظَّالِمينَ وَلمْ ... تَرْقُدْ لِمَظْلومٍ مَظالِمُهُ

وَالصُّبْحُ يُغْبَنُ فيهِ لاعِبُهُ ... واللَّيلُ يُغْبَنُ فيهِ نائِمُهُ

ومَنِ اعْتَدى فاللهُ خاذِلهُ ... وَمَنِ اتَّقى فَاللهُ عاصِمُهُ

وقال:

نَعْمُرُ الدُّنيا وما الدُّنْـ ... ـيا لَنا دارُ إقامَهْ

إنَّما الْغِبْطَةُ وَالْحَسْـ ... ـرَةُ في يَومِ الْقِيامَهْ

* * *

قال رحمه الله:

سَكَنٌ يَبْقَى لَهُ سَكَنُ ... ما بِهذا يُؤْذِنُ الزَّمَنُ

نَحْنُ في دارٍ يُخَبِّرُنَا ... عَنْ بَلاها ناطِقٌ لَسِنُ

دارُ سَوءٍ لَمْ يَدُمْ فَرَحٌ ... لامْرئٍ فيها وَلا حَزَنُ

ما تَرى مِنْ أهْلِها أحَداً ... لَمْ تَمُلْ فيها بهِ الْفِتَنُ

عَجَباً مِنْ مَعْشَرٍ سَلَفُوا ... أيَّ غَبْنٍ بَيِّنٍٍ غُبِنُوا

وَفَّروا الدنيَا لغيرهِم ... وَابْتَنَوا فيها وما سَكَنُوا

تَرَكُوها بَعْدَ ما اشْتَبَكَتْ ... بَينَهُمْ في حُبِّها الإحَنُ

كُلُّ حَيٍّ عِنْدَ مِيتَتِهِ ... حَظُّهُ من مالِهِ الْكَفَنُ ...

إنَّ مالَ الْمَرْءِ لَيسَ لَهُ ... مِنْهُ إلاَّ ذِكْرُهُ الْحَسَنُ

ما لَهُ مِمَّا يُخَلِّفُهُ ... بَعْدُ إلا فِعْلُهُ الْحَسَنُ

في سَبيلِِ الله أنْفُسُنَا ... كُلُّنَا بالْمَوتِ مُرْتَهَنُ

<<  <  ج: ص:  >  >>