للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال أيضًا:

أينَ الْقُرونُ بنَوُ الْقُرونِ ... وَذَوُو الْمَدائِنِ والْحُصونِ

وَذَوُو التَّجَبُّرِ في الْمَجا ... لِسِ وَالتَّكَبُّرِ في الْعُيونِ

كانُوا الْملُوكَ فأيّهُمْ ... لَمْ يُفْنِهِ رَيبُ الْمَنونِ

أو أيُّهُمْ لم يُلْفَ في ... دارِ الْبلَى غَلِقَ الرُّهونِ

وَلَقَدْ غَنُوا في عِيشةٍ ... لَيستْ لأنْفَسِهِمْ بِدُونِ

صاروا حَديثاً بَعْدَهُمْ ... إِنَّ الْحَديثَ لَذُو شُجُونِ

وَالدَّهرُ دائِبَةٌ عَجا ... ئِبُ صَرْفهِ جَمُّ الْفُنونِ

لابُدَّ فيهِ لآمِنِ الأ ... يّانِ مِنْ يَومٍ خَؤُونِ

وقال يوبخ الخاطئ وينذره:

فَيا مَنْ باتَ يَنْمُوا بالخَطَايَا ... وعَينُ اللهِ سَاهِرَةٌ تَرِاهُ

أمَا تَخْشَى مِن الدَيانِ طَرْدًا ... بِجِرُمٍ دائمًا أَبدًا تَراهُ

أَتَعْصِي اللهَ وهو يَراكَ جَهْرًا ... وتَنْسَى في غَدٍ حقًا تَراهُ

وتَخلُو بالمعَاصِي وهو دَانٍ ... إليكَ ولَيسَ تَخشَى مِنْ لِقَاهُ

وتُنْكِرُ فِعْلَهَا وَلَها شُهُودُ ... بِمَكْتُوبٍ عَلَيكَ وقَدْ حَوَاهُ

فيا حُزْن المُسِيءُ لِشُؤمِ ذَنْبٍ ... وبَعْدَ الحُزْنِ يَكْفِيهِ حماهُ

فَيَنْدُبُ حَسْرَةً مِن بَعدِ مَوتٍ ... ويَبْكِي حَيثُ لا يُجْدِي بُكَاهُ

يَعُضُ اليَدَّ مِن نَدَمٍ وحُزْنٍ ... وَيَنْدُبُ حَسْرةً مَا قَدْ عَرَاهُ

فبادِرْ بالصلاحِ وأنْتَ حَيٌ ... لَعلّكَ أنْ تَنَالَ بِهِ رِضَاهُ

وقال رحمه الله:

نَغَّصَ الموتُ كُلَّ لَذَّةِ عَيش ... يَا لَقَومِي لِلْمَوتِ ما أوحَاهُ

<<  <  ج: ص:  >  >>