للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال أيضًا:

ما كُلُّ ما تَشْتَهي يَكُونُ ... وَالدَّهْرُ تَصْرِيفُهُ فُنونُ

قَدْ يَعْرِضُ الْحَتْفُ في حِلابٍ ... دَرَّتْ بِهِ اللَّقْحَةُ اللَّبُونُ

الصَّبْرُ أنْجى مَطِيِّ عَزْمٍ ... يُطْوى بِهِ السَّهْلُ وَالْحُزونُ

وَالسَّعْيُ شَيءٌ لَهُ انْقِلابٌ ... فَمِنْهُ فَوقٌ ومِنْه دُونُ

وَرُبَّما لانَ مَنْ تُعاصِي ... وَرُبَّما عَزَّ مَنْ يَهونُ

وَرُبَّ رَهْنٍ بِبَيتِ هَجْرٍ ... في مِثْلِهِ تَغْلَقُ الرُّهونُ

لَمْ أَرَ شَيئًا جَرى بِبَينٍ ... يَقْطَعُ ما تَقْطَعُ الْمَنونُ

ما أَيسَرَ الْمُكْثَ في مَحَلٍّ ... مالَ إِلَيهِ بِنا الرُّكونُ

لا يَأْمَنَنَّ امْرُؤٌ هَواهُ ... فَإِنَّ بَعْضَ الْهوى جُنونُ

وكُلُّ حِينٍ يَخونُ قَومًا ... أيُّ الأحايينِ لا يَخونُ

إذا اعْتَرى الْحَينُ أَهْلَ مُلْكِ ... خَلَتْ لَهُ مِنْهُمْ الْحُصونُ

كَرُّ الْجَدِيدَينِ حَيثُ كانا ... مِمَّا تَفانَتْ بهِ الْقُرونُ

وَلِلْبِلى فِيهِمُ دَبِيبٌ ... كَأَنَّ تَحْريكَهُ سُكونُ

وقال أيضًا:

ما استَعبَدَ الْحِرْصُ مَنْ لَهُ أدَبُ ... لِلْمَرْءِ في الحِرْصِ همّةٌ عَجَبُ

للهِ عَقْلُ الْحَريصِ كَيفَ لَهُ ... فِي كُلِّ مَا لا يَنالُهُ أَرَبُ

ما زالَ حِرْصُ الْحَرِيصِ يُطْمِعُهُ ... في دَرْكِهِ الشّيءَ دونَهُ الْعَطَبُ

ما طابَ عَيشُ الْحَريصِ قَطُّ وَلا ... فارَقَهُ التعْسُ مِنْهُ وَالنَّصَبُ

الْبَغْيُ والْحِرْصُ والْهَوَى فِتَنٌ ... لَمْ يَنْجُ مِنَهْا عُجْمٌ وَلا عَرَبُ

لَيسَ على الْمَرْءِ في قَناعَتِهِ ... إنْ هِيَ صَحَّتْ أَذىً وَلا نَصَبُ

<<  <  ج: ص:  >  >>