للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذُنُوبِي بِلائِي فَمَا حِيلِتي ... إذَا جئْتُ بالبَعْث حَمَّالَهَا

نَسِيتُ الْمَعَادَ فَيَا وَيلَتي ... وأعْطِيتُ لِلْنَّفْسِ آمَالَهَا

آخر:

إلامَ تَجرُّ أذَيال التَّصَابِي ... وشَيبُكَ قَدْ نَضَا بُرْدَ الشَّبَابِ

بَلالُ الشيب في فَودَيكَ نَادَي ... بأعْلَى الصَّوتِ حَيَّ عَلى الذَّهَابِ

خُلِفْتَ مِن التُرَابِ وعن قَرِيبٍ ... تُغَيَّبُ تَحْتَ أطبَاقِ التُّرابِ

طمعْتَ إقامَةً في دَارِ ظعْنِ ... فلا تَطمعْ فِرَجْلُكَ في الرِّكَابِ

وأرْخَيتَ الحِجَابَ وسَوفَ يأتِي ... رَسُولٌ لَيسَ يُحْجَبُ بَالحِجَابِ

أعَامِرَ قَصْرَكَ المرفوعَ أُقْصُرْ ... فإنَّكَ سَاكِنُ القَبْرَ الخَرَابِ

وقال كعب بن مالك - رضي الله عنه -:

عَجبْتُ لأَمرِ اللهِ واللهِ قادرُ ... عَلَى مَا أرَادَ لَيسَ لله قاهِرُ

قَضَى يومَ بَدْرٍ أنْ نُلاَقِيَ مَعْشَرًا ... بَغَوا وسَبِيلُ البغي بالنَّاسِ جَائِرُ

وقدْ حَشَدُوا واسْتَنْفَرُوا مَن يَلهِمُوا ... مِن النَّاسِ حَتَّى جَمْعَهُمْ مَتُكَاثِرُ

وسَارَتْ إلينَا لاَ تُحَاولُ غَيرَنَا ... بِأَجْمَعِهَا كَعْبٌ جَمِيعٌ وعَامِرُ

وَفِينَا رَسُولُ اللهِ والأَوسُ حَولَهُ ... لَهُ مَعْقِلٌ مِنءهُمْ عَزِيزٌ ونَاصِرُ

وجَمْعُ بَنِي النَجارِ تَحْتَ لِوَائِهِ ... يَمِيسُونَ في الْمَاذِيّ والنَّقْعُ ثائِرُ

فَلَمَّا التَقَينَاهُمْ وكُلٌ مُجَاهِدٌ ... لأَصْحَابِه مُسْتَبْسِلُ النَّفْسِ صَابِرُ

شَهدْنَا بأنَّ اللهَ لا رَبَّ غَيرَهُ ... وأنَّ رسُولَ الله بالحَقِّ ظاهِرُ

وَقَدْ عُرِيَتْ بيضٌ خِفَافٌ كَأنَّهَا ... مَقَابِيسُ يُزْهِيهَا لِعَينَيكَ شَاهِرُ

بِهنَّ أبدْنَا جَمْعَهُمْ فَتَبَلَّدَّدُوا ... وكَانَ يُلاَقِي الحَينَ مَنْ هُوَ فَاجِرُ

فَكُبَّ أبُو جَهْلٍ صَرِيعًا لِوَجْهِهِ ... وعُتْبَةُ قَدْ غادَرْنَهُ وَهُو عَاثِرُ

<<  <  ج: ص:  >  >>