للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال عمرُ بنُ الخطابِ يَرْثي رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم -:

مَا زِلْتُ مُذْ وَضَعَ الفِرَاشَ لِجَنْبِهِ ... وثَوَى مَرِيضًا خَائِفًا أتَوَقَّعُ

شَفَقًا عَلَيهِ أنْ يَزُولَ مَكَانَهُ ... عَنَّا فَنَبْقَى بَعْدَهُ نَتَوَجَّعُ

وإذَا تَحَدَّتْنَا الحَوَادِثُ مَن لَنَا ... بالوحْي مِن رَبٍ رَحيمٍ يَسْمَعُ

لَيتَ السَّماءُ تَفَطًَّرتْ أكْنَافُهَا ... وتَنَاثَرَتْ فِيهَا النُجُومُ الطُّلَّعُ

لَمَّا رَأيتَ النَّاسَ هَدَّ جَمِيعهُمْ ... صَوتٌ يُنَادِي بالنَّعِي فَيُسْمَعُ

وسَمِعْتُ صَوتًا قَبْلَ ذَلِكَ هَدَّنِي ... عَبَّاهُ يَنْعَاهُ بِصَوتٍ يَقْطَعُ

فَلْيَبْكِهِ أهْلُ المَدِائِنِ كُلِّهَا ... والمُسْلِمُونَ بِكُلِّ أرْضٍ تُجْدَعُ

وقال عَلِيُ بنُ أبِي طالب يَرْثِي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

أَلاَ طَرَقَ النَّاعِي بِلَيلٍ فراعَي ... وأرَّقنِي لَمَّا اسَتَقَلَّ مُنَادِيَا

فَقُلْتُ لَهُ لَمَّا رَأَيتُ الذي أتَى ... أَغيرَ رسُولَ اللهِ إنْ كُنْتَ نَاعِيَا

فَحَقَّقْتُ مَا أشفَقْتُ مِنْهُ ولَمْ يَنَلْ ... وكَانَ خَلِيلي عُدَّةً وجَمَاليَا

فَوَالله مَا أنْسَاكَ أحْمَدُ مَا مَشَتْ ... بِي العِيسُ في أرْضٍ وجَاوَزْتُ وَادِيَا

وَكُنْتُ مَتَى أهْبِطْ مِن الأرْضِ بُقْعَةً ... أرَى أثَرًا مِنْهُ حَدِيدًا وعَافِيَا

مِنَ الأُسْدِ قَدْ أخْفَى العَرْين مَخَافَةً ... تَهَأدَى سِبَاعُ الطَّيرِ مِنْهُ تعَاديَا

شَدِيدٌ حَوِيُّ الصَّدْرِ مِنْهُمْ مُشَدَّدٌ ... هُوَ الموتُ مَعْدِيًا عَليهِ وَعَادِيَا

وقالت عاتكةُ بنتُ عبدِ المطلب تَرْثِي رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -:

عَينَيَّ جُودًا طِوَالَ الدهرِ وَانْهَمِرِا ... سَكْبًا وسَحًا بِدَمْعٍ غَيرِ تقتِيرِ

يَا عَينُ واسْتَحْسِري بالدَّمْعِ واحْتِفِلي ... حَتَّى الْمَمَاتِ بِسَجْلٍ غَيرِ مَنْزُورِ

يَا عَينُ وانْهَمِلي بالدَّمْعِ واجْتَهِدِي ... لِلْمُصْطَفَر دُونَ خَلْقِ اللهِ بالنُورِ

<<  <  ج: ص:  >  >>