للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلَيلَةٍ بِحُنَينٍ جَالَدُوا مَعَهُ ... فيهَا يَعُلُّهُمُ بالخَرْبِ إذْ نَهَلُوا

وعَزْوَة القَاعِ فَرَّقْنَا العَدُوَّ بِهِ ... كَمَا تَفَرَّقَ دَن المَشْرَبِ الرسلُ

ويَومَ بُيُوِيعَ كَانُوا أهْلَ بَيعَتِهِ ... عَلَى الجِلاَدِ فآسَوهُ وَمَا عَدَلُوا

وعَزْوَةُ الفَتْحِ كَانُوا في سَرِيَّتِهِ ... مُرَابِطِينَ فَما طَاشُوا ومَا عَجِلُوا

ويَومَ خَيبَر كَانُوا في كَتِيبَتِهِ ... يَمْشُونَ كُلُهُم مُسْتَبْسِلٌ بَطَلُ

بالبْيضِ تَرْعُشُ في الأيمَانِ عَارِيَةً ... تَعُوجُ في الضَّرِب أحْيَانًا وتَعْتَدِلُ

ويَومَ سَارَ رَسُولُ اللهِ مُحْتَسبًا ... إلى تَبُوكَ وهمُ رَايَاتُهُ الأُوَلُ

وسَاسَةُ الحَرْب إنْ حَرْبٌ بَدَتْ لَهُمُوا ... حَتَّى بَدَا لَهُمْ الإِقْبَالُ وَالقَفَلُ

أُولئكَ القَومُ أنْصَارَ النبي وهُمْ ... قَومِي أَصِيرُ إليهِمْ حِينَ أتَّصِلُ

مَاتُوا كِرَامًا ولَمْ تَنْكُثْ عُهُودُهُمُوا ... وقَتْلُهُمْ في سَبِيلِ اللهِ إذْ قُتِلُوا

وقال عَبَاسُ بنُ مِرْدَاس:

وأَنَّا مَعَ الهَادِي النبي مُحمَّدٍ ... وَفِينَا ولَمْ يَسْتَوفِهَا مَعْشَرٌ ألْفَا

بِفِيتَانِ صِدْقٍ مِن سُلْيمٍ أعِزَّةٍ ... أطَاعُوا فَمَا يَعْصُونَ من أمْرِهِ أمْرَا

خِفَافٌ وذَكْوَانُ وعَوفٌ تَخَالُهُمْ ... مَصَاعِبَ زَافَتْ في طُروقَتَهَا كلْفَا

كأن نَسِيِجَ الشُهْبِ والبِيضِ مُلْبسٌ ... أُسُودًا تَلاَقَتَ في مَرَصِدِهَا غُضْفَا

بنا عَزَّ دِينُ اللهِ غَيرَ تَنَحُّلٍ ... وزدِنَا على الحي الذي معه ضَعْفَا

بمكة إذ جئنا كأنَّ لِوَاءَنَا ... عِقَابٌ أرَادَتْ بَعءدَ تَحْلِقِهَا خَطْفَا

عَلَى شُخَّصِ الأبصار تَحِسْبُ بَينَهَا ... إذَا هي جَالَت في مَرَاوِدهَا عَزْفَا

غَدَاةَ وَطِئنَا المُشْرِكِينَ وَلَمنْ نِجِدْ ... لأَمْرِ رسول اللهِ عَدْلاً ولا صَرْفَا

وقال دَعْبَل الخُزَاعِي:

ذَكَرْتُ مَحَلَّ الربع مِن عَرَفَاتِ ... فأجْرَيتُ دَمْعَ العَينِ بالعَبَراتِ

<<  <  ج: ص:  >  >>