للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولَمَّا ابْتَنُوا بالعَرض قالتْ سُيوفنا ... عَلَى مَا إذَا لَمْ نَمْنَعِ العَرضَ تَزْرَعُ

وفينَا رَسُولُ اللهِ نَتْبَعُ أمَرَهُ ... إذَا قَالَ فِينَا القَولَ لا نَتَظَلَّعُ

تَدَلَّى عَلَيهِ الرُّوحُ مِن عِنْد رَبِّهِ ... يُنَزِّلُ مِن جَوِّ السماءِ ويَرْفَعُ

نُشَاوِرُهُ فيمَا نُريدُ، وقَصْرُنَا ... إذَا ما اشْتَهَى أَنَا نُطِيعُ ونَسْمَعُ

وَقَالَ رَسُولُ اللهِ لَمَّا بَدَوا لَنَا ... ذَرُوا عَنْكُم هَول المَنياتِ واطْمَعُوا

وكُونُوا كَمَن يَشْرِي الحياةَ تَقَرُّبًا ... إلَى مَلِكٍ يُحْيَا لَدَيه ويُرْجَعُ

ولَكِنْ خُذُوا مِيثاقَكُم وتَوكَّلُوا ... عَلَى الله إنَّ الأمْرَ للهِ أجْمَعُ

فَسِرنَا إليهِمْ جَهْرةً في رِحَالِهِمْ ... ضُحِيًا عَلَينَا البيضُ لا نَتَخَشَّعُ ...

بِمَلْمُومةٍ فيها السَّنَّورُ والقَنَا ... إذَا ضَربُوا أقْدَامَهَا لا تَوَرَّعُ

فَجِئْنَا إلى مَوجٍ مِن البَحْرِ وَسْطُهُ ... أحَابِيشُ مِنْهُم حَاسِرٌ ومُقَنَّعُ

ثَلاَثةُ آلافٍ ونَحنُ عِصابةٌ ... ثَلاثُ مِئِينِ إنْ كَثُرْنَا فأرْبَعُ

نُغَاوِرُهُم تَجْرِي المنيةُ بَينَنَا ... نُشَارِعُهُم حَوضَ المَنَايَا ونَشْرَعُ

تَهادَى قِسِيُّ النَّبْعِ فِينَا وفيهُمُ ... ومَا هُوَ إلاَّ اليَثْرَبِيُّ المُقَطَّعُ

وَمنْجُوفَةٌ حرميةٌ صَاعِدَّيةٌ ... يُذَرُّ عَلَيها السُّمُ سَاعَةَ تُصْنَعُ

تُصَوِّبْ بأبدانِ الرِجالِ وَتَارةً ... تَمُرُّ بأعْرَاضِ البصارِ تَقَمْقَعُ

وقال حسان بن ثابت:

عَرَفْتُ دِيَارَ زَينبَ بالكَثِبِ ... كَخَطِّ الوَحْيِ في الوَرِقِ القَشِيب

تَداوَلَها الرياحُ وكُلُ جَونٍ ... مِن الوَسْمِي مُنْهَمِرٌ سَكُوب

فأمْسَى رَسْمُها خَلِقًا وأمْسَتْ ... يَبَابًا بَعدَ سَاكِنِهَا الحَبِيب

فَدَعْ عَنْكَ التذكُر كُلَّ يَومٍ ... وَرُدَّ حَرَارةَ الصَّدرِ الكَئِيب

وخَبِّرْ بالذي لا عَيبَ فِيهِ ... بصِدقٍ غَيرِ إخْبَارِ الكَذُوب

بِمَا صَنَعَ المليكُ غَدَاةَ بَدْرٍ ... لَنا في المشركينَ مِن النَّصِيب

<<  <  ج: ص:  >  >>