للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولَقَدْ أتَى لَكَ أنْ تَنَاهَى طَائِعًا ... أو تَسْتَفِيقُ إذَا نَهَاكَ المُرشِدُ

ولَقَدْ هَدَدْتَ لِفَقْدِ حَمْزَةَ هَدَّةً ... ظَلَّتْ بَنَاتُ الخَوفِ مِنها تَرْعُدُ

وَلَو أنَّهُ فَجِعَتْ حِرَاءُ بمثلِهِ ... لَرأيتَ رَاسِي صَخْرِهَا يَتَبَدَّدُ

قَومٌ تَمَكَّنَ في ذُؤُابَةِ هَاشِمٍ ... حَيثُ النُبوَّةُ والنَّدَى والسُؤْدَدُ

والعاقِرُ الكُومُ الجِلادُ إذا غَدَتْ ... رَيحٌ يَكَادُ المَاءُ مِنها يَجْمُدُ

والتاركُ القِرْنَ الكَمِيَّ مُجَدَّلاً ... يَومَ الكَرِيهَةِ والقَنَا يَتَفَصَّدُ

وتَراهُ يَرْفُلُ في الحَديدِ كَأنَّه ... ذُو لِبْدةٍ شَثِنُ البَاثِنِ أرْبَدُ

عَمُّ النَّبي مُحمَّدٍ وصَفِيُّهُ ... وَرَدَ الحِمامَ فَطَابَ ذَاكَ الموردُ

وأتَى المنِيَّةَ مُعْلِمًا في أُسْرَةٍ ... نَصَرُوا النَّبيَّ ومنهمُ المُسْتَشْهَدُ

ولَقَدْ أخَالُ بِذَاكَ هِنْدًا بَشَّرَتْ ... لِتُمِيتَ دَاخَلَ غُصَّةٍ لاَ تَبْرُدُ

ومِمَّا صَبَحْنَا بالعَقَنْقَلِ قَومَهَا ... يَومًا تَغيَّبَ فيه عَنها الأسْعَدُ

وبِبئْر بَدْرٍ إذْ يَرُدُّ وجُوهَهُمْ ... جِبْرِيُلُ تَحْتَ لِوَائِنَا وَمُحمَّدُ

حَتَّى رَأيتَ لَدَى النَّبيِّ سَرَاتهَمُ ... قِسْمَينِ نَقْتُلُ مَنْ نَشاءُ ونَطْرُدُ

فأقامَ بالعَطَنِ المعْطَّنِ مِنهمُ ... سَبْعُونَ عُتْبةُ مِنْهمُ والأسْودُ

وابْنَ المغيرةِ قَدْ ضَرْبنَا ضَرْبَةً ... فَوقَ الوَرْيدِ لَهَا رَشَاشٌ مُزْبِدُ

وأُميَّةَ الجَمْحِيُّ قَوَّمَ مَيلَهُ ... عَصْبٌ بأيدِي المُؤْمِنِينَ مُهَنَّدُ

فَأتاكَ فَلُّ المشركينَ كَأنَّهم ... والخَيلُ تَثْفُنُهُمُ نَعَامٌ شُرَّدُ

شَتَّانَ مَن هُوَ في جَهَنَّمَ ثَارِيًا ... أبَدًا ومَن هُوَ الجِنانِ مُخَلَّدُ

وقال عبد الله بن رَواحة يبكي حمزة بن عبد المطلب وقال ابن هشام أنشدنيها أبو زيد الأنصاري لكعب بن مالك:

بَكَتْ عَيِنِي وَحُقَّ لَهَا بُكَاهَا ... وما يُغْنِي البُكَاءُ ولاَ العَوِيلُ

عَلَى أسَدِ الإِلهِ غَدَاةَ قَالُوا ... أحَمْزَةُ ذاكُم الرجلُ القَتِيلُ

<<  <  ج: ص:  >  >>