للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القوات الهولندية تحاصر المؤلف وتحاول أَسرهُ (قصة باكلنقان)

ظلت روحُ الجهاد ومُقارعة الظلمةِ التي حملها من حضرموت تلازمهُ، فحين وطِئَت قدمُه جزيرة جاوة المحتلة من قبل الهولنديين لم يحتمل رؤية المحتل الهولندي، وهو يسرحُ ويمرحُ في أرض المسلمين، فذهب يُفتي بأن: لا حق للكفار في أرض المسلمين، وما إن بلغ قواتَ الاحتلال الهولندي نشاطُهُ التحريضي؛ حتى لاحقته وانتهى الأمر بمحاصرته في أحد البيوت المطلة على البحر سبعة أيام، لكن المؤلف استطاع بعَون الله أن ينجو بنفسه وصاحبه بأُعجوبة في الليل من جهة البحر باستخدام سفينة شراعية. (١)

وكان المؤلف قد تلقى بحضرموت


(١) دون المؤلف وقائع هذه الحادثة في رسالة بعثها إلى خاله العلامة عبد الله بن حسين بن طاهر. جاء فيها: " فصار الفقير - يعني نفسه - كأنه جيش عرمرم عام، ما حل ببلد إلا خاف منه الكافرون، وقلق منه المنافقون، ورموني بالعظائم، وتفوَّهوا بأني فتان وظالم، فلما كنا في (باكلنقان) رام الكفار أسرنا، فالتفتنا إلى السادة والعرب الذين عندنا، فوجدنا الخوف شديداً في قلوبهم، ولم يزالوا يحُثُّونا على تسليم أنفسنا إليهم، فعذرناهم وأَبَينا أن نُسلِّم أنفسنا إلى الأَسر، ولم يبق معنا في البيت إلا الولد أحمد جلس مَعنا وأَبَى أن يُفارقنا، ولم يكن عندنا سلاح قط، فجمع رئيس الكفار في تلك الديار نحو ألف نفر، وأحاطُوا بالبيت ولازموه سبعة أيام ونحن فيه، وكل ليلة يعزمون على أنهم يحملون عليه ثم إذا قربوا من البيت ولَّوا على أعقابهم ينكصون، ولم يكن في المَرْسى شيء من مراكب العرب، حتى وصل مركب السادة آل العطاس فسافرنا فيه إلى (سماران) فلما وصلنا سماران قالوا: لا ينزل في البلاد إنا نخاف منه الفساد الخ ". ينظر: نص الرسالة في: «تذكرة الأحياء بذكر بعض مناقب سيدنا عبد الله بن عمر بن يحيى» للعلامة عقيل ابن المؤلف - مخطوط. وعلي العطاس. تاج الأعراس (١/ ٦٠٤ - ٦٠٥). وعلوي بن طاهر. الشامل. ص ١٤٩).

قول المؤلف: (الولد أحمد) وهو أحمد بن أحمد بن علي بن حسين ينتهي نسبه إلى عبد الله الأعين من آل علوي بن محمد صاحب مرباط توفي بجدة سنة ١٢٧٧هـ. (ينظر: (علوي بن طاهر. الشامل. ص ١٤٩) وتعليق ضياء شهاب على «شمس الظهيرة». (عبد الرحمن المشهور. شمس الظهيرة. ٢/ ٥٣٩).

<<  <   >  >>