للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال هل لكم في العود فإن العود أحمد قالوا نعم فلم تمض تلك السنون حتى غلبت الروم فارساً وربطوا خيولهم بالمدائن وبنوا الرومية فقمر أبو بكر فجاء به يحمله إلى رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - فقال هذا السحت تصدق به وأما حديث ابن عباس الذي أشار إليه العراقي وأن الترمذي حسنه والحاكم صححه فقد رواه أحمد والطبراني في الكبير وابن مردويه والضياء في المختارة ولفظهم عنه في قوله تعالى الم غلبت الروم قال غلبت وغلبت قال كان المشركون يكرهون أن تظهر الروم على فارس لأنهم أصحاب كتاب فذكروه لأبي بكر رضي الله عنه فذكره أبو بكر لرسول الله - صلّى الله عليه وسلم - فقال أما أنهم سيغلبون فذكره أبو بكر لهم فقالوا اجعل بيننا وبينك أجلاً فإن ظهرنا كان لنا كذا وكذا وإن ظهرتم كان لكم كذا وكذا فجعل بينهم أجلاً خمس سنين فلم يظهروا فذكر ذلك أبو بكر لرسول الله - صلّى الله عليه وسلم - الحديث وأخرج ابن جرير من حديث ابن مسعود نحوه وفيه فقالوا هل لك أن نقامرك فبايعوه على أربعة قلائص إلى سبع سنين ولم يكن شيء ففرح المشركون بذلك وشق على المسلمين فقال النبي - صلّى الله عليه وسلم - كم بضع سنين عندكم قالوا دون العشر قال اذهب فزايدهم وازدد لى سنتين في الأجل قال فما مضت السنتان حتى جاءت الركبان بظهور الروم على فارس ففرح المؤمنون بذلك وأخرجه الترمذي وصححه والدارقطني في الأفراد والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل والبيهقي في الشعب من حديث نيار بن مكرم السلمي قال لما نزلت هذه الآية خرج أبو بكر رضي الله عنه يسيح في نواحي مكة بها فقال ناس من قريش لأبي بكر ذاك بيننا وبينكم يزعم صاحبكم أن الروم ستغلب فارساً في بضع سنين أولا نراهنك على ذلك قال بلى وذلك قبل تحريم الرهان فارتهن أبو بكر والمشركون وتواضعوا الرهان فقالوا لأبي بكر لم نجعل البضع ثلاث سنين إلى تسع سنين فسم بيننا وبينك وسطر ننتهي إليه قال فسموا بينهم ست سنين فمضت الست قبل أن يظهروا فأخذ المشركون رهن أبي بكر فلما دخلت السنة السابعة ظهرت الروم على فارس فعاب المسلمون على أبي بكر بتسميته ست سنين قال لا لأن الله تعالى قال في بضع سنين فأسلم عند ذلك ناس كثير وأخرج ابن جرير وابن حاتم والبيهقي عن قتادة قال لما أنزل الله هذه الآية صدق المسلمون ربهم وعرفوا أن الروم ستظهر على فارس فاقتمروا هم

<<  <  ج: ص:  >  >>