للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٠٥٠ - وهذا يدل على أنه لا يشترط أن يكون فقيهاً مطلقاً بل فيما يأمر به وينهى عنه وكذا الحلم)

لا يشترط فيه أن يكون في على الإطلاق بل فيما يأمر به وينهى عنه والخصال المذكورة عند المصنف العلم والورع وحسن الخلق وفي حديث أنس الرفق والعلم والعدالة فالرفق يرجع إلى حسن الخلق لأنه ثمرته والورع يرجع إلى العدالة وحديث ابن عمر وفليكن أمره بمعروف أي برفق ولين والرفق إحدى الصفات الثلاثة (قال الحسن البصري) رحمه الله تعالى (إذا كنت ممن يأمر الناس بالمعروف فكن من آخذ الناس به) أي أكثرهم أخذاً بالمعروف (وإلا هلكت) وذلك لأنه يدخل تحت الوعيد في قوله تعالى أتامرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم (وقد قيل) في معنى ذلك

(لا تلم المرء على فعله ... وأنت منسوب إلى مثله

من ذم شيئاً وأتى مثله ... فإنما يزري على عقله)

(ولأبي العتاهية) إسماعيل بن القاسم بن سويد الشاعر المشهور وأبو العتاهية لقبه وكنيته أبو إسحاق أو كنيته لا لقبه فيه خلاف أوردته في شرحي على القاموس فراجعه.

تدل على التقوى وأنت مقصر ... أيا من يداوي الناس وهو سقيم

وإن امرأ لم يجعل البر كنزه ... ولو كانت الدنيا له لعديم

وفي هذا الباب كلام كثير للشعراء (ولسنا نعني بهذا أن الآمر يصير ممنوعاً) عن الأمر بالمعروف (بالفسق) أي لأجله وبسببه (ولكن يسقط أثره عن القلوب) ووقعه فيها (بظهور فسقه للناس) فيكون ضحكة لهم.

٢٠٥١ - (قد روى عن أنس) بن مالك رضي الله عنه (قال قلنا يا رسول الله لا نأمر بالمعروف حتى نعمل به كله ولا ننهي عن المنكر حتى نجتنبه كله فقال - صلّى الله عليه وسلم - بل مروا بالمعروف وإن لم تعملوا به كله وانهوا عن المنكر وإن لم تجتنبوه كله).

قال العراقي: رواه الطبراني في المعجم الصغير والأوسط وفيه عبد القدوس

<<  <  ج: ص:  >  >>