للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلم يستطع فقال يا رسول الله مر بعضهم يرفعه لي قال لا قال ارفعه أنت علي قال لا فنثر منه ثم ذهب يقله فلم يستطع فقال كالأوّل فقال له لا فنثر منه ثم احتمله فاتبعه - صلّى الله عليه وسلم - بصره حتى غاب عجباً من حرصه فما قام - صلّى الله عليه وسلم - وثم منها درهم قال ابن دحية هذا على امتداد قامة العباس وطوله في الناس إذ كان ممن يقل من الأرض فيما الجمل إذا برك يحمله فما يدري قدر ما حمل من تلك الدراهم النقرة على كاهله اهـ وفي خبر مرسل أنه كان مائة ألف ألف رواه أبو بكر بن أبي شيبة عن حميد بن هلال.

٢٢٨٥ - (جاءه رجل فسأله) شيئاً من متاع الدنيا (فقال ما عندي شيء ولكن ابتع عليّ) بتقديم الموحدة على المثناة الفوقية أي اشتر شيئاً بثمن الذمة على أداؤه (فإذا جاء شيء قضيناه فقال عمر) رضي الله عنه (يا رسول الله ما كلفك الله ما لا تقدر عليه فكره النبي - صلّى الله عليه وسلم - ذلك فقال الرجل أنفق ولا تخف من ذي العرش إقلالاً) أي شيئاً من الفقر (فتبسم النبي - صلّى الله عليه وسلم - وعرف السرور في وجهه).

قال العراقي: رواه الترمذي في الشمائل من حديث عمر وفيه موسى بن أبي علقمة الفردي لم يرو عنه غير ابنه ما روى.

وفيه عنده فقال عمر يا رسول الله قد أعطيته فما كلفك الله قد أعطيته ما لا تقدر عليه ومعنى قوله أعطيته أي شيئاً مرة أخرى قبل هذه أو الميسور من القول وهو قولك ما عندي شيء فاكتف بذلك ولا تجعل في ذمتك شيئاً وفيه فكره النبي - صلّى الله عليه وسلم - قول عمر أي من حيث التزامه قنوط السائل وحرمانه لا بمخالفة الشرع وفيه فقال رجل من الأنصار يا رسول الله أنفق الخ وفي آخره بهذا أُمرت أي بالإنفاق وعدم الخوف لا بما قال عمر كما أفاده تقديم الظرف المفيد للقصر أي قصر القلب رد الاعتقاد وأفاد - صلّى الله عليه وسلم - بذكره أمره بالإنفاق في هذه الحالة أي أنه مأمور به في كل حال دعت المصلحة إليه لاستيلاف أو نحوه لأنه يمكنه بقرض أو نحوه فإن عجز فبعدة إذ هي إنفاق لا إنها التزام للنفقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>