للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بقدح رحراح فيه شيء من ماء فوضع أصابعه فيه قال أنس فجعلت أنظر إلى الماء ينبع من بين أصابعه قال فحزرت من توضأ منه ما بين السبعين إلى الثمانين وأما حديث أنس الذي ذكره العراقي من عند أبي نعيم فقد أخرجه أيضاً البيهقي في الدلائل من طريق إسماعيل بن أويس عن أخيه عن سليمان بن بلال عن عبيد الله بن عمر عن ثابت عن أنس قال خرج النبي - صلّى الله عليه وسلم - إلى قباء فأتى من بعض بيوتهم بقدح صغير قال فأدخل النبي - صلّى الله عليه وسلم - يده فلم يسعه القدح فأدخل أصابعه الأربع ولم يستطع أن يدخل إبهامه ثم قال إلى القوم هلموا إلى الشراب الحديث اعلم أن ظاهر هذه الروايات دل على أن الماء كان ينبع من بين أصابعه بالنسبة إلى رؤية الرائي وهو في نفس الأمر للبركة الحاصلة فيه يفور ويكثر وكفه - صلّى الله عليه وسلم - في الإناء فيراه الرائي نابعاً من بين يديه وظاهر كلام القرطبي أنه ينبع من نفس اللحم الكائن في الأصابع وبه صرح النووي في شرح مسلم وهو الصحيح وكلاهما معجزة له - صلّى الله عليه وسلم - وإنما فعل ذلك ولم يخرجه من غير ملامسة أو وضع إناء تأدباً مع الله تعالى إذ هو المنفرد بإبداع المعدومات وإيجادها من غير أصل والله أعلم.

٢٣١٩ - من معجزاته - صلّى الله عليه وسلم - أنه (أهراق) بفتح الهمزة والهاء أصله أراق (وضوأه) بالفتح هو الماء الذي يتوضأ به (في عين تبوك) وهو موضع بالشام (ومرة أخرى في بئر الحديبية فجاشتا بالماء فشرب من عين تبوك أهل الجيش وهم ألوف حتى رووا وشرب من بئر الحديبية ألف وخمسمائة ولم يكن فيها قبل ذلك ماء).

قال العراقي: رواه مسلم من حديث معاذ بقصة عين تبوك ومن حديث سلمة بن الأكوع بقصة عين الحديبية وفيه فإما دعا وإما بصق فيها فجاشت الحديث وللبخاري من حديث البراء أنه توضأ وصبه فيها وفي الحديثين معاً أنهم كانوا أربع عشرة مائة وكذلك عندهما من حديث جابر ولهما من حديثه أيضاً ألف وخمسمائة ولمسلم من حديث ابن أبي أوفى ألف وثلاثمائة اهـ.

قلت: لفظ حديث معاذ عند مسلم أن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - قال لهم إنكم

<<  <  ج: ص:  >  >>