للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأوّل يوم من الآخرة وفي رواية له دخل عبد الرحمن بن أبي بكر على النبي - صلّى الله عليه وسلم - وأنا مسندته إلى صدري ومع عبد الرحمن سواك رطب يستن به فأمد رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - بصره فأخذت السواك فقضمته ونفضته وطيبته ثم دفعته إلى النبي - صلّى الله عليه وسلم - فاستن به فما رأيته استن استناناً قط أحسن منه وفي حديث خرجه العقيلي أنه - صلّى الله عليه وسلم - قال لها في مرضه ائتيني بسواك رطب فامضغيه ثم ائتيني به أمضغه لكي يختلط ريقي بريقك لكي يهوّن علي عند الموت وروى البخاري أيضاً من حديثها أنه - صلّى الله عليه وسلم - كان بين يديه علبة أو ركوة فيها ماء فجعل يدخل يده في الماء فيمسح بها وجهه ويقول لا إله إلا الله إن للموت سكرات وقد تقدم ذلك وقال صاحب كتاب المتفجعين حدثنا سليمان بن سيف حدثنا سعيد بن بزيع عن ابن إسحاق قال قال الزهري حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - كثيراً ما أسمعه يقول إن الله لم يقبض نبياً حتى يخير فلما حضر - صلّى الله عليه وسلم - كان آخر كلمة سمعتها منه بل الرفيق الأعلى من الجنة قلت إذاً لا يختارنا وعرفت أنه الذي كان يقول لنا إن الأنبياء لا تقبض حتى تخير قال وحدثنا عبد الملك بن عبد الحميد الميموني ومحمد بن علي بن ميمون قالا حدثنا القعنبي عن مالك عن هشام بن عروة عن عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة أنها سمعت رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - قبل أن يموت وهو مستند إلى صدرها يقول اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى وروي أحمد من حديث عائشة كان - صلّى الله عليه وسلم - يقول ما من نبي تقبض نفسه ثم يرى الثواب ثم ترد إليه نفسه فيخير بين أن تردّ إليه أو يلحق فكنت قد حفظت فإني لمسندته إلى صدري فنظرت إليه حتى مال عنقه فقلت قضي فعرفت الذي قال فنظرت إليه حتى ارتفع ونظر فقلت إذاً والله لا يختارنا فقال مع الرفيق الأعلى في الجنة مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً وروى البخاري من حديثها أنه - صلّى الله عليه وسلم - لما حضره القبض ورأسه على فخذ عائشة غشي عليه فلما أفاق شخص بصره نحو سقف البيت ثم قال اللهم الرفيق الأعلى وفي لفظ اللهم أسألك أو أسأل الله الرفيق الأعلى

<<  <  ج: ص:  >  >>