للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الحافظ العراقي: متعقباً عليه لم يحتج مسلم بالمنهال ولا روى له في صحيحه شيئاً وقد وثقه النسائي والعجلي وابن حبان وغيرهم ولم يحتج البخاري بزاذان وإنما روى له في الأدب المفرد وثقه ابن معين وغيره.

قال السيوطي: ليس مراد الحاكم أن كلا الشيخين احتجا بكل من المنهال وزاذان وإنما عبر بلف ونشر مجمل ومراده أن واحداً منهما احتج بالمنهال والآخر بزاذان ونظير ذلك قوله تعالى وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى أي قال اليهود الأول والنصارى الثاني لكن أهل الحديث غالباً لا يتأملون دقائق هذه العبارات لعدم اعتنائهم بها وإنما ذلك دأب أهل البيان والبديع أهـ ..

ومن الشواهد التي أشار إليها الحاكم لحديث البراء حديث تميم الداري رواه ابن أبي الدنيا وأبو يعلى في مسنده الكبير من رواية أنس عن تميم مرفوعاً ومن شواهده أيضاً حديث أبي هريرة وله طرق وسيأتي إن شاء الله تعالى ومن شواهده أيضاً حديث أبي سعيد الخدري ولفظه أن المؤمن إذا كان في إقبال من الآخرة وإدبار من الدنيا نزلت ملائكة من ملائكة الله تعالى كان وجوههم الشمس بكفنه وحنوطه من الجنة فيقعدون منه حيث ينظر إليهم فإذا خرجت روحه صلّى عليه كل ملك بين السماء والأرض رواه ابن منده هكذا مختصراً في كتاب الأحوال.

٤٠٥٩ - قال العراقي: رواه النسائي وابن حبان مع اختلاف والبزار بلفظ المصنف أهـ.

قلت: ورواه أحمد والنسائي وابن حبان والحاكم واللفظ له والبيهقي بلفظ إن المؤمن إذا قبض أتته ملائكة الرحمة بحريرة بيضاء فيقولون اخرجي راضية مرضياً عنك إلى روح الله وريحان ورب غير غضبان فتخرج كأطيب ريح المسك حتى أنه ليناوله بعضهم بعضاً فيشمونه حتى يأتوا به إلى باب السماء فيقولون ما أطيب هذه الريح التي

<<  <  ج: ص:  >  >>