للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والكلام على هذا الحديث من جهة التخريج على وجوه الأوّل قال السخاوي في المقاصد ما اشتهر على الألسنة من زيادة لفظ ثلاث لم أقف عليه إلا في موضعين من الأحياء وفي تفسير آل عمران من الكشاف وما رأيتها في طرق هذا الحديث بعد مزيد التفتيش وبذلك صرح الزركشي فقال إنه لم يرد فيه لفظ ثلاث قال وزيادته محيلة للمعنى فإن الصلاة ليست من الدنيا اهـ ووجدت بخط الكمال الدميري ما نصه لفظة ثلاث ليست في النسائي ولا أدري ما حالها عند الحاكم وهي زيادة مفسدة للمعنى وقد أجاب عنها جماعة فلم يتقنوا وقاس الزمخشري عليها (فيه آيات بينات) وقد أخطأ في القياس اهـ ما وجدته وسكت العراقي هنا ولم ينبه على هذه الزيادة رأياً للاختصار واتكالاً على الاشتهار مع أنه ذكر في أماليه أن هذه اللفظة ليست في شيء من كتب الحديث وهي تفسد المعنى وقال الحافظ ابن حجر في تخريج الكشاف لم تقع في شيء من طرقه وهي تفسد المعنى إذ لم يذكر بعدها إلا الطيب والنساء.

قلت: وهذا يستقيم على رواية وجعلت وأما على سياق المصنف فلا وقال في تخريج الرافعي تبعاً لأصله قد اشتهر لفظ ثلاث وشرحه ابن فورك في جزء مفرد وكذلك ذكره الغزالي ولم نجده في شيء من طرقه المسندة وقال الولي العراقي في أماليه ليست هذه اللفظة في شيء من كتب الحديث وهي مفسدة للمعنى الثاني روى النسائي هذا الحديث من طريق سيار عن جعفر عن ثابت عن أنس بلفظ حبب إلى النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة وكذلك رواه الحاكم في مستدركه بدون لفظ جعلت وقال إنه صحيح على شرط مسلم ورواه الطبراني في الأوسط الصغير من طريق الأوزاعي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس ورواه مؤمل بن إهاب في جزئه قال حدثنا سفيان عن جعفر به فساقه كسياق النسائي وكذلك رواه ابن عدي في الكامل من طريق سلام بن أبي خبزة حدثنا ثابت البناني وعلي بن زيد كلاهما عن أنس وهو عند النسائي أيضاً من طريق سلام بن المنذر عن ثابت عن أنس بلفظ حبب إلي من الدنيا النساء والطيب وجعل قرة عيني في الصلاة ومن هذا الوجه أخرجه أحمد وأبو يعلى في مسنديهما وأبو عوانة في مستخرجه الصحيح والطبراني

<<  <  ج: ص:  >  >>