للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بسم الله الرحمن الرحيم

[مقدمة:]

لقد شدت انتباهي ملحوظة كانت هي الدافع وراء هذا البحث الموضوعي فى الأناجيل والعقيدة المسيحية، أن عصر النهضة الذي أرسى فيه الإنسان قواعد ما نشاهده الآن من تقدم علمي هائل وتفكير عقلاني منهجي، كان بداية الإلحاد والابتعاد عن المسيحية.

ولقد كانت السواعد التي شيدت أسس الحضارة هي نفسها التي حملت المعاول لهدم تلك الديانة ففى ألمانيا كان هناك إيمانويل كانط وجوته وهرمان رايماروس وليسنج وشيلر ومن ورائهم الملك فريدريك الأكبر، وفى فرنسا تزعم فولتير تلك الحملة الضارية على الكنيسة رافعا شعار حاربوا الرجس والخرافات (١)، وكان معه دنيس ديدرو وروسو وهلفشيوس والبارون دي هولباخ ولامترى ودالمبيرث وجريم وريشار سيمون والأب جان مسلييه وفى انجلترا كان هناك جون ملتون وجون لوك وهوبز وتيندال وجون تولند وكولينز وغيرهم من الذين هاجروا من المسيحية إلى الربوبية (٢) [ Deism] .

ويفرض هنا سؤال نفسه، لماذا كانت يقظة العقل هي بداية الابتعاد عن المسيحية؟


(١) قصة الحضارة: ول ديورانت.
(٢) أزمة الضمير الأوروبي: بول هازار.
الربوبية: هى الإيمان بوجود إله ولكن ليس هذا الإله الذي تجسد فى صورة إنسان وصلب كما تعتقد المسيحية.

<<  <   >  >>