للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دلالة القرآن الكريم على نبوته - صلى الله عليه وسلم - (١)

إن أعظم دلائل النبوة القرآنُ الكريم، كتاب الله الذي أعجز الأولين والآخرين.

يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما من الأنبياء من نبي، إلا قد أُعطي من الآيات، ما مثلٌه آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أُوتيتُ وحياً أَوحى اللهُ إليّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة)). (٢)

قال ابن حجر في معنى قوله: ((إنما كان الذي أوتيتُ وحياً)): "أي أن معجزتي التي تَحدّيتُ بها، الوحيُ الذي أُنزِل عليّ، وهو القرآن".

ثم لفت - رحمه الله - النظر إلى أنه ليس المراد من الحديث حصرَ معجزاته - صلى الله عليه وسلم - في معجزة القرآن الكريم فقال: "بل المراد أنه المعجزة العظمى التي اختصّ بها دون غيره - صلى الله عليه وسلم - ". (٣)

وقال ابن كثير في معنى الحديث: " معناه أن معجزة كل نبي انقرضت بموته، وهذا القرآن حجة باقية على الآباد، لا تنقضي عجائبه، ولا يخلَق عن كثرة الرد، ولا يشبع منه العلماء، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى من غيره أضله الله". (٤)

وقال ابن القيم في سياق حديثه عن معجزات الأنبياء: "وأعظمها معجزةً كتابٌ باقٍ غضٌ طريّ لم يتغيّر, ولم يتبدّل منه شيء، بل كأنه منزّل الآن، وهو القرآن العظيم، وما أخبر به يقع كل وقتٍ على الوجه الذي أخبر به". (٥)


(١) كما أسلفت في المقدمة؛ فإني لن أتحدث عن صور الإعجاز المختلفة للقرآن العظيم، فهذا بحر لايُدرك قعره ولا يُسبر غوره.
(٢) رواه البخاري ح (٤٩٨١)، ومسلم ح (١٥٢) واللفظ له.
(٣) فتح الباري (٨/ ٦٢٣).
(٤) تفسير القرآن العظيم (٢/ ٦٧٨).
(٥) إغاثة اللهفان (٢/ ٣٤٧).

<<  <   >  >>