للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن المنكرين أيضاً لهذه العقيدة اللاهوتي الشهير يوحنا فم الذهب (١) وكوائيليس شيس الذي نقلت عنه دائرة المعارف البريطانية أنه قال: "ذنب آدم لم يضر إلا آدم، ولم يكن له أي تأثير على بني النوع البشري، والأطفال الرضعاء حين تضعهم أمهاتهم يكونون كما كان آدم قبل الذنب ".

ويقول الميجور جيمس براون عن فكرة وراثة الذنب الأول: "فكرة فاحشة مستقذرة، لا توجد قبيلة اعتقدت سخافة كهذه ". (٢)

ويقول الدكتور نظمي لوقا حيث تحدث عن الآثار السلبية التي تتركها هذه العقيدة فيقول: "الحق أنه لا يمكن أن يقدر قيمة عقيدة خالية من أعباء الخطيئة الأولى الموروثة إلا من نشأ في ظل تلك الفكرة القاتمة التي تصبغ بصبغة الخجل والتأثم كل أفعال الفرد، فيمضي حياته مضي المريب المتردد، ولا يقبل عليها إقبال الواثق بسبب ما أنقض ظهره من الوزر الموروث.

إن تلك الفكرة القاسية تسمم ينابيع الحياة كلها، ورفعها عن كاهل الإنسان منّة عظمى، بمثابة نفخ نسمة حياة جديدة فيه، بل هو ولادة جديدة حقاً ... ".


(١) انظر: مختصر تاريخ الكنيسة، أندرو ملر، ص (١٧٤).
(٢) انظر: مخطوطات البحر الميت، أحمد عثمان، ص (١٥٤)، ما هي النصرانية محمد تقي العثماني، ص (٨٨ - ٩٠)، المسيح إنسان أم إله، محمد مجدي مرجان، ص (١٣٩)، الخطيئة الأولى بين اليهودية والمسيحية والإسلام، أميمة شاهين، ص (٢٧٠).

<<  <   >  >>