للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فيجب أن تكون هي معصومة من الخطية الأصلية ومن اللعنة التي لحقت بآدم وبكل نسله، وإلا لوصلت ليسوع عن طريق أمومتها نفس اللعنة ونفس الوصمة". (١)

وعلى كلٍ فالمصلوب - حسب معتقد الكاثوليك والبرتستانت القائلين بالطبيعتين - هو ابن الإنسان، وليس ابن الله، أي الناسوت لا اللاهوت، فالثمن دون الغرض الذي يدفع له، كيف لإنسان أن يعدل البشرية كلها بدمه؟

وقد صدق الأنبا غريغوريوس وهو يرد على الكاثوليك والبرتستانت: "إذا كان للسيد المسيح طبيعتان بعد الاتحاد، فمن المنطقي أن عمل الفداء قام به جسد السيد المسيح، لأنه هو الذي وقع عليه الصلب، وعلى ذلك ففداء المسيح ليست له أي قوة على خلاص الجنس البشري، إذ يكون الذي مات من أجل العالم هو إنسان فقط". (٢)

والمتأمل في نصوص العهد الجديد يراها تنسب إلى المسيح - وحاشاه عليه الصلاة والسلام- العديد من الذنوب والآثام التي تجعله أحد الخاطئين، فلا يصلح حينئذ لتحقيق الخلاص، لحاجته هو إلى من يخلصه.

فالأسفار الإنجيلية تنسب إلى المسيح العظيم العديد من الرزايا والبلايا، إذ تذكر أنه كان حريصاً على إضلال قومه، محباً لهلاكهم، كما تذكر أنه كان سبّاباً وشريب خمر، وهو بذلك مستوجب لدخول جهنم، ومحروم من دخول الملكوت، وحاشاه عليه الصلاة والسلام.

فقد اتهمه متى بشرب الخمر "جاء ابن الإنسان يأكل ويشرب. فيقولون: هوذا إنسان أكول وشريب خمر. محب للعشارين والخطاة" (متى ١١/ ١٩).


(١) تاريخ الفكر المسيحي، الدكتور القس حنا جرجس الخضري (١/ ١٩٤ - ١٩٥).
(٢) موسوعة الأنبا غريغوريوس (اللاهوت المقارن)، ص (٢٣٥).

<<  <   >  >>