للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[خاتمة]

وبعد: وصلنا في نهاية مطافنا إلى إجابة سؤالنا الرابع في سلسلتنا، سلسلة الهدى والنور، حيث أجبنا بموضوعية ومنهجية علمية محايدة عن سؤالنا في هذه الحلقة: هل افتدانا المسيح على الصليب؟

لقد كشفت لنا الدراسة الموثقة عن جملة حقائق لا يسع الباحث عن الحقيقة إلا أن ينحني لها، فقد ثبت لدينا نجاة المسيح عليه السلام من الصلب كما أنبأنا بذلك أسفار العهد القديم، وكما وعد المسيح أتباعه في العهد الجديد، ورأينا مكر الله يحيق بالتلميذ الخائن الذي خان سيده، فانتشبت أرجله في الشبكة التي أخفاها، ووقع في الحفرة التي حفرها.

ورأينا ما يثبت صحة ما توصلنا إليه، فقد سجلته الدلائل المتناثرة في زوايا الكتاب المقدس، ورأينا ظلاله في تاريخ النصرانية، حيث تواصل إنكار النصارى لهذا الصلب المزعوم عبر تاريخ النصرانية القديم.

كما ثبت لدينا عند دراسة فلسفة الفداء والكفارة أن البشر بريئون مما صنعه آدم في القديم، وأن خطيئته لا تتجاوزه إلى غيره.

ووضح لنا بالأدلة المتكاثرة أن ما يزعمه النصارى من توارث الخطيئة الأولى ولزوم الفداء بكائن إلهي، إنما هو هراء تمجه العقول وتزدريه الفطر، وهو ظلم يتنزه الله عنه، وقد نقله بولس والمجتمعون بعده في مجمع نيقية من قصص الوثنيات السابقة للنصرانية.

ولا يسعني وأنا أشكر القارئ الكريم على قراءته لهذه السطور إلا أن أتوجه إليه بدعوة مخلصة لقراءة الحلقة التالية من حلقات سلسلة الهدى والنور، وهي بعنوان: هل بشر الكتاب المقدس بمحمد صلى الله عليه وسلم؟

<<  <   >  >>