للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأفكارك من جهتنا، لا تقوّم لديك، لأخبرن وأتكلمن بها، زادت عن أن تعد ... بشرت ببر في جماعة عظيمة، هوذا شفتاي لم أمنعهما، أنت يا رب علمت، لم اكتم عدلك في وسط قلبي، تكلمت بأمانتك وخلاصك، لم أُخفِ رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة" (المزمور ٤٠/ ٥ - ١٠).

ثم يعود المسيح للتضرع بين يدي الله طالباً أن ينجيه من المؤامرة التي تحيط به، كما يطلب أن تحيق المؤامرة بالمتآمرين عليه، وأن يعودوا بالخزي والخجل حين يرتدون إلى الوراء "أما أنت يا رب، فلا تمنع رأفتك عني، تنصرني رحمتك وحقك دائماً، لأن شروراً لا تحصى قد اكتنفتني، حاقت بي آثامي، ولا أستطيع أن أُبصر، كثُرت أكثر من شعر رأسي (١)، وقلبي قد تركني، ارتض يا رب بأن تنجيني، يا رب إلى معونتي أسرع، ليخز وليخجل معاً الذين يطلبون نفسي لإهلاكها، ليرتد إلى الوراء، وليخز المسرورون بأذيتي، ليستوحش من أجل خزيهم، القائلون لي: هه هه، ليبتهج ويفرح بك جميع طالبيك، ليقل أبداً محبو خلاصك: يتعظم الرب، أما أنا فمسكين وبائس، الرب يهتم بي، عوني ومنقذي أنت، يا إلهي لا تبطئ" (المزمور ٤٠/ ١١ - ١٧).

وقد كان كما طلب المسيح، فعادوا بالخزي والخجل، حين ارتدوا إلى الوراء، تلك اللحظة العظيمة التي سجلها يوحنا في إنجيله حين قال: " فلما قال لهم: إني أنا هو، رجعوا إلى الوراء، وسقطوا على الأرض " (يوحنا ١٨/ ٦).

لقد طلب من الله أن ينقذه " أنا فمسكين وبائس، الرب يهتم بي، عوني ومنقذي


(١) من العجيب المحير ما ينسبه النص التوراتي إلى المسيح من كثرة الذنوب والآثام، فيما يصفه الكاتب المجهول لرسالة العبرانيين الذي اقتبس من هذا المزمور، وأشار إلى أنه نبوءة عن المسيح، فيصف المسيح في موضع آخر من ذات الرسالة أنه كان " بلا خطية " (عبرانيين ٤/ ١٥)، إنها إحدى معضلات الكتاب المقدس!

<<  <   >  >>