للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يجيب فيلسيان شالي أن القرن الرابع شهد الصياغة النهائية للعهد الجديد الذي يتكون من النصوص السائدة بين الكنائس، يقول شالي: "تكون هذا القانون بصورة نهائية في القرن الرابع، وقد اضطروا لتكوينه بجمع الكتابات التي تقرأ في الكنائس الكبرى، والتي اعتبرت متفقة مع الآراء المتوسطة المقبولة من المسيحية في ذلك العهد". (١)

وهذا لا يعني أنه لم يقر شيء من الأسفار قبل ذلك، فإنه من المتفق عليه عند مؤرخي الكنيسة أن الأناجيل الأربعة ورسائل بولس قد أقرت في أواخر القرن الثاني، وكان أول من ذكر الأناجيل الأربعة المؤرخ أرينيوس سنة ٢٠٠م تقريباً، ثم ذكرها كليمنس السكندري، ودافع عنها، واعتبرها واجبة التسليم.

يقول الدكتور دوود ويل في كتابه "أطروحة حول ايرينوس": " نحن على يقين بأن كتابات كل من أكليمنس الرومي , هرماس, أغناطيوس، وبوليكارب، والذين كتبوا بعد التاريخ المفروض لكتبة الأناجيل ليس بها أي ذكر لهذه الكتب الأربعة ".

وأما جوستين (الشهيد) أحد أبرز آباء الكنيسة فقد كتب في منتصف القرن الثاني مستدلاً لألوهية المسيح بأكثر من ثلاثمائة نص من العهد القديم ونحو مائة من الأناجيل المرفوضة، ولم ينقل نصاً واحداً من الأناجيل الأربعة، بل لم يشر إليها البتة، يقول البطريرك الدكتور قايلز في كتابه "السجل المسيحي": " هذه الأسماء متى ومرقس ولوقا ويوحنا لم يذكرها جوستين, ولا أي نص منها نجده في أي من كتاباته".

وأما بقية أسفار العهد الجديد فقد بقيت موضع نزاع بين الكنائس طوال القرن الثالث، وقد قبلت بعض الكتب في الكنائس الشرقية كالرسالة إلى العبرانيين، بينما رفضها أتباع الكنائس الغربية، وقبلوا رؤيا يوحنا اللاهوتي. (٢)


(١) موجز تاريخ الأديان، فيلسيان شالي، ص (٢٢٧).
(٢) انظر: إظهار الحق، رحمة الله الهندي (٢/ ٣٨١).

<<  <   >  >>