للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثمن الذي يطلبه زكريا ثمن كريم، أجرة كهانته، في حين أن الثمن الذي قبضه يهوذا ثمن خيانة ولؤم.

والحق أن الإحالة ليست إلى سفر زكريا ولا إرميا، بل هي بالحقيقة إحالة إلى رسالة غير قانونية تنسب إلى النبي إرمياء، فقد نقل آدم كلارك في تفسيره للكتاب المقدس عن العلامة جيروم قوله: "إن اليهود من فرقة الناصريين أظهروا له هذه النبوءة في نسخة عبرية لسفر إرميا مشكوك فيها (أبوكريفا) ". ويضيف كلارك: لكن من الراجح أنهم أدخلوا هذه النبوءة في سفر إرميا فقط لموافقة الاقتباس الموجود في متى.

وأما القس سمعان كلهون فيرجح أن الأصل لم يحدد اسم النبي الذي اقتبست منه الإحالة، وأنه كان فيه " تم ما قيل بالنبي "، كما ورد في الترجمة السريانية. (١)

[أصحاب داود لم يأكلوا خبز التقدمة في عهد الكاهن أخيمالك]

وأخطأ كاتب إنجيل مرقس مرتين وهو يتحدث عما فعله داود عندما جاع فأكل من خبز التقدمة الذي لا يجوز أكله إلا للكهنة فقال: " أما قرأتم قط ما فعله داود حين احتاج وجاع هو والذين معه، كيف دخل بيت الله في أيام أبياثار رئيس الكهنة، وأكل خبز التقدمة الذي لا يحل إلا للكهنة، وأعطى الذين معه" (مرقس ٢/ ٢٥ - ٢٦).

وقوله: " الذين كانوا معه " خطأ ولا محالة، لأن داود كان حين ذهب إلى رئيس الكهنة كان وحيداً فاراً من وجه شاول، كما في سفر صموئيل وفيه " فجاء داود إلى نوب إلى أخيمالك الكاهن، فاضطرب أخيمالك عند لقاء داود، وقال له: لماذا أنت وحدك وليس معك أحد ... يوجد خبز مقدس ... " (صموئيل (١) ٢١/ ١ - ٤).

والخطأ الثاني الذي وقع فيه مرقس حينما سمى رئيس الكهنة أبياثار، وفي


(١) انظر اتفاق البشيرين، القس سمعان كلهون، ص (٥٤٥).

<<  <   >  >>