للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتحدث متى عما يرافق عودة المسيح من أحداث " وفيما هو جالس على جبل الزيتون تقدم إليه التلاميذ على انفراد قائلين: قل لنا متى يكون هذا؟ وما هي علامة مجيئك وانقضاء الدهر؟ ".

يقول متى المسكين: "ومع السؤال بخصوص خراب الهيكل أضافوا: ما هي علامة مجيء الإنسان، لأنهم كانوا متأكدين تماماً أنه بخراب الهيكل ينتهي العالم، ويجيء ابن الإنسان، وتكمل الدينونة، ويبدأ ملكوت الله". (١)

فأجاب المسيح تلاميذه عن سؤالهم الأول فذكر لهم علامات قيامة رجسة الخراب في الهيكل، ثم شرع في الإجابة عن السؤال الثاني المتعلق بمجيئه وانقضاء الدهر، فقال: " وللوقت بعد ضيق تلك الأيام تظلم الشمس، والقمر لا يعطي ضوءه، والنجوم تسقط من السماء، وقوات السموات تتزعزع. وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء. وحينئذ تنوح جميع قبائل الأرض، ويبصرون ابن الإنسان آتياً على سحاب السماء بقوة ومجد كثير ... الحق أقول لكم: لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله (٢)، السماء والأرض تزولان، ولكن كلامي لا يزول " (متى ٢٤/ ٣ - ٣٥)، و (انظر مرقس ١٣/ ٢٤ - ٣١).

وفي لوقا: "وتكون أورشليم مدوسة من الأمم حتى تكمل أزمنة الأمم، وتكون علامات في الشمس والقمر والنجوم، وعلى الأرض كرب أمم بحيرة، البحر والأمواج تضج، والناس يغشى عليهم من خوف وانتظار ما يأتي على المسكونة، لأن قوات


(١) المصدر السابق، ص (٦٣٧).
(٢) يحاول الشراح عبثاً تجاوز هذه المعضلة، فقال إيرونيموس بأن لفظة الجيل تعني النوع البشري، وقال أوريجانوس ويوحنا الذهبي بأنها تعني الكنيسة المسيحية، ورأى آخرون أنها تشير إلى النظام اليهودي، واعترف آخرون بأنها مدة تتفاوت بين (٧٠ - ١٠٠) سنة. انظر شرح بشارة لوقا، القس إبراهيم سعيد، ص (٥٢٥).

<<  <   >  >>