للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهذا النص من الكذب، ولو كان حقاً لرأينا الناس يسرعون إلى إجابة هذه الدعوة، ولكشفت التجربة الواقعة منها عن معطيات يستبق الناس إليها ويقتتلون من أجلها.

واما الأب متى المسكين فيصور الوعد برمزية غريبة، فيقول: "عوض الأب فالمسيح يعطيه روح البنوة للأب السماوي، وعوض الام سيشعر بأمومة الكنيسة، وعوض المرأة هنا يرفع عن الرجل والمرأة كل منهما إحساس العوز للآخر .. ويصبح عوزاً نحو السماء لإعطاء أولاد بالروح يرثون الملك السماوي، كذلك الأولاد يتحول الحنين إليهم إلى الحنان عليهم كأولاد لله بعد". (١)

[الأرض كروية أم مسطحة؟]

ويتحدث سفر الرؤيا عن الأرض وقد رآها يوحنا مسطحة لها أربع زوايا، ويقف ملَك عند كل زاوية من الزوايا الأربع، يقول يوحنا: "وبعد هذا رأيت أربعة ملائكة واقفين على أربع زوايا الأرض، ممسكين أربع رياح الأرض، لكي لا تهب ريح على الأرض ولا على البحر ولا على شجرة ما" (الرؤيا ٧/ ١)، وقد أعاد يوحنا ذكر زوايا الأرض الأربعة ثانية في قوله: "ثم متى تمت الألف السنة يُحَل الشيطان من سجنه، ويخرج ليضل الأمم الذين في أربع زوايا الأرض" (الرؤيا ٢٠/ ٧).

وأكد متى هذا التصور للأرض حين تحدث عن تجربة إبليس للمسيح، فعندما أراد أن يريه جميع ممالك الأرض أصعده إلى جبل عال، فرأى جميع العوالم والممالك، " ثم أخذه أيضاً إبليس إلى جبل عال جداً، وأراه جميع ممالك العالم ومجدها" (متى ٤/ ٨).

هذا ولم يحدد متى اسم هذا الجبل الذي يمكن لرواد قمته أن يروا ممالك الأرض كلها، ونلحظ هنا أن الذي مكن المسيح - بحسب قول متى - من رؤية هذه الممالك هو علو الجبل الذي صعد عليه، وهذا قد يستقيم فيما لو


(١) الإنجيل بحسب القديس متى (دراسة وتفسير وشرح)، الأب متى المسكين، ص (٥٥٣).

<<  <   >  >>