للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعلمان من أي روح أنتما" (لوقا ٩/ ٥٥)، يقول الأب متى المسكين: "اتفق هنا جميع العلماء وبلا استثناء أن هذه الآية أضيفت مبكراً جداً بواسطة أحد النساخ، لأن النص الأقدم لم يحتويها، على كل حال هي توافق الموقف والمعنى، والكلام ينتهي في المخطوطات القديمة عند: (وانتهرهما) ". (١)

وقد حُذفت هذه الزيادة من عدد من الترجمات والطبعات الحديثة، من بينها الترجمة العربية المشتركة والرهبانية اليسوعية التي أعدها الآباء اليسوعيون.

ومثله أخطأ النساخ وسهوا، فأضافوا أو حذفوا فقرة في الإصحاح الخامس من إنجيل يوحنا، فقد ورد فيه حسب الترجمة الفانديك المشهورة التي اعتمدناها في هذه السلسلة: " كان مضطجعاً جمهور كثير من مرضى وعمي وعرج وعسم، يتوقعون تحريك الماء، لأن ملاكاً كان ينزل أحياناً في البركة ويحرك الماء، فمن نزل أولاً بعد تحريك الماء كان يبرأ من أي مرض اعتراه، وكان هناك إنسان به مرض منذ ثمان وثلاثين سنة ... " (يوحنا ٥/ ٣ - ٦)، فقوله: " يتوقعون تحريك الماء .... أي مرض اعتراه" غير موجود في معظم المخطوطات الهامة - كما أفادنا الأب متى المسكين (٢) والآباء اليسوعيون - الذين حذفوا هذه الزيادة من نسختهم فقالوا: "يضجع فيها جمهور من المرضى بين عميان وعرج وكسحان، وكان هناك رجل عليل منذ ثمان وثلاثين سنة". وهكذا تحار النسخ المطبوعة وتتردد في قبول هذا النص ورفضه تباعاً للنساخ الذين أخطؤوا بإلحاق الزيادة أو حذفها.


(١) الإنجيل بحسب القديس لوقا، الأب متى المسكين، ص (٤٢٨).
(٢) انظر: شرح إنجيل القديس يوحنا، الأب متى المسكين (١/ ٣٢٨)، والنص غير موجود في أهم المخطوطات الكتابية القديمة كالبرديتين ٦٦ و ٧٥.

<<  <   >  >>