للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يشربه أهل العرس فقال لها: " مالي ولك يا امرأة، لم تأت ساعتي بعد " (يوحنا ٢/ ٤)، وهي ذات الكلمة التي قالها للزانية التي أتي بها لترجم " قال لها: يا امرأة" (يوحنا ٨/ ١٠).

ولما جاء واحد من تلاميذه يخبره أن أمه وإخوته ينتظرونه ليكلموه، لم يقم لاستقبالها والترحاب بها، بل قال بجفاء - حسب زعم متى -: "من هي أمي؟ ومن هم إخوتي؟! ثم مدّ يده نحو تلاميذه وقال: ها أمي وإخوتي، لأن من يصنع مشيئة أبي الذي في السموات هو أخي وأختي وأمي" (متى ١٢/ ٤٨ - ٥٠)، فهل يعقل أن المسيح يتجاهل أمه بهذه الطريقة؟ ثم ألم تكن الطاهرة البتول التي يتنكر لها ممن يصنع مشيئة الله!

ويكذبهم القرآن في ذلك كله، فما كان للمسيح البار أن يسيء لوالدته، بل هو كما يقول عن نفسه: {وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقياً} (سورة مريم: ٣٢).

وفي موطن آخر تتهمه الأناجيل بشرب الخمر، فتقول بأن المسيح قال لليهود: "جاء ابن الإنسان يأكل ويشرب. فيقولون: هوذا إنسان أكول وشريب خمر، محب للعشارين والخطاة" (متى ١١/ ١٩).

هذا ما تذكره الأناجيل، تسيء به للمسيح وأمه، فيما نرى القرآن يقول عنها، عن المرأة الطاهرة التي ينسب إليها يوحنا أمر صنع الخمر ليسكر المدعوون إلى العرس ويثملون، فيصفها القرآن ويقول: ?يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين ? (آل عمران: ٣٣).

وقد أكمل بولس المأساة حين دعا لشرب الخمر من غير إسراف في تعاطيه، فقال: " لا تكن فيما بعد شراب ماء، بل استعمل خمراً قليلاً من أجل معدتك وأسقامك الكثيرة" (ثيموثاوس (١) ٢٣/ ٥)، وكان سفر الأمثال التوراتي قد اعتبر شرب الخمر وسيلة

<<  <   >  >>