للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هل كان بولس رسولاً؟

بولس أشهر كتبة العهد الجديد، وأهم الإنجيليين على الإطلاق، فقد كتب أربع عشرة رسالة تقارب النصف من صفحات العهد الجديد، وفيها فقط تجد العديد من العقائد النصرانية، إنه مؤسس النصرانية وواضع عقائدها؟ وهو الوحيد الذي ادعى النبوة دون سائر الإنجيليين.

فمن هو؟ وكيف أصبح رسولاً؟ وما هي أهميته في الفكر النصراني؟

[أهمية بولس في الفكر النصراني]

تقوم النصرانية المحرفة وعمادها الرئيس رسائل بولس، فقد كانت رسائله أول ما خط من سطور العهد الجديد، الذي جاء متناسقاً إلى حد ما مع هذه الرسائل، لا سيما إنجيل يوحنا، فيما رفضت الكنيسة النصرانية رسائل التلاميذ التي تتعارض مع نصرانية بولس التي طغت على النصرانية الأصلية التي نادى بها المسيح وتلاميذه من بعده.

وهذا الأثر الذي تركه بولس في النصرانية لا يغفل ولا ينكر (١)، مما حد بالكاتب مايكل هارت في كتابه "الخالدون المائة" أن يجعل بولس أحد أهم رجال التاريخ أثراً، إذ وضعه في المرتبة السادسة فيما وضع المسيح في المرتبة الثالثة.

وقد برر هارت وجود النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - في المرتبة الأولى، وتقدمه على المسيح - عليه السلام - الذي يعد المنتسبون لدينه الأكثر على وجه الأرض، فقال: "فالمسيحية لم يؤسسها شخص واحد، وإنما أقامها اثنان: المسيح والقديس بولس، ولذلك يجب أن يتقاسم شرف إنشائها هذان الرجلان.

فالمسيح قد أرسى المبادئ الأخلاقية للمسيحية، وكذلك نظراتها الروحية وكل ما يتعلق بالسلوك الإنساني.


(١) وانظر كتاب "حياة الحقائق" لغوستاف لوبون، وكتاب "يسوع لا بولس" لبنتام.

<<  <   >  >>