للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثانياً: إنجيل مرقس

ثاني الأناجيل التي تطالعنا في العهد الجديد، وينسب إلى مرقس. فمن هو مرقس؟ وماذا عن كاتب هذا الإنجيل؟ وهل تصح نسبته إلى مؤلفه؟ يتكون إنجيل مرقس من ستة عشر إصحاحاً، تحكي قصة المسيح من لدن تعميده على يد يوحنا المعمداني إلى قيامة المسيح بعد قتله على الصليب.

وهو أقصر الأناجيل - ويعتبره النقاد - كما يقول ولس - أصح إنجيل يتحدث عن حياة المسيح، ويكاد يجمع النقاد على أنه أول الأناجيل تأليفاً، وأن إنجيل متى ولوقا قد نقلا عنه.

يقول مؤلفو مدخل إلى الكتاب المقدس: "ربما كانت بشارة مرقس هي أقدم البشائر الأربع وقد كتبت فيما بين ٦٥ - ٧٠ ميلادية قبل تدمير هيكل أورشليم، ويبدو أن كلاً من متى ولوقا قد استخدم إنجيل مرقس". (١)

يقول العالم الألماني رويس: إنه كان الأصل الذي اقتبس منه إنجيلا متى ولوقا، وهذا الإنجيل هو الوحيد بين الأناجيل المسمى بإنجيل المسيح، إذ أول فقرة فيه " بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله" (مرقس ١/ ١). (٢)

وتزعم المصادر النصرانية أن مرقس كتب إنجيله في روما، ولعله في الإسكندرية، وأن كتابته تمت - على اختلاف في هذه المصادر - بين عام ٣٩ - ٧٥م، وإن رجح أكثرها أن كتابته بين ٤٤ - ٧٥م معتمدين على شهادة المؤرخ ايرينايوس الذي قال: " إن مرقس كتب إنجيل بعد موت بطرس وبولس ".


(١) انظر: مدخل إلى الكتاب المقدس، جون بالكين وآخرون، ص ().
(٢) يجدر التنبيه على أن عبارة "ابن الله" لا ترد في جميع المخطوطات، كما نبه الآباء اليسوعيون في حاشيتهم على هذه الفقرة.

<<  <   >  >>