للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى أمور منها:

١ - أن ثمة إنكار قديماً لصحة نسبته إلى يوحنا، وقد جاء هذا الإنكار على لسان عدد من الفرق النصرانية القديمة، منها فرقة ألوجين (ألوجي) في القرن الثاني، يقول صاحب كتاب (رب المجد): "وجد منكرو لاهوت المسيح أن بشارة يوحنا هي عقبة كؤود، وحجر عثرة في سبيلهم، ففي الأجيال الأولى رفض الهراطقة يوحنا ".

وتقول دائرة المعارف البريطانية: " هناك شهادة إيجابية في حق أولئك الذين ينتقدون إنجيل يوحنا، وهي أنه كانت هناك في آسيا الصغرى طائفة من المسيحيين ترفض الاعتراف بكونه تأليف يوحنا، وذلك في نحو ١٦٥م، وكانت تعزوه إلى كيرنثوس (الملحد)، ولا شك أن عزوها هذا كان خاطئاً.

لكن السؤال عن هذه الطبقة المسيحية البالغة في كثرة عددها إلى أن رآه القديس أييفانيوس جديرة بالحديث الطويل عنها في (٣٧٤ - ٣٧٧م) وأسماها " ألوجي " (أي معارضة الإنجيل ذي الكلمة).

لئن كانت أصلية إنجيل يوحنا فوق كل شبهة، فهل كانت مثل هذه الطبقة لتتخذ نحوه أمثال هذه النظريات في مثل هذا العصر، ومثل هذا البلد؟ لا وكلا ".

ومما يؤكد خطأ نسبة هذا الإنجيل إلى يوحنا أن جوستين الشهيد في منتصف القرن الثاني تحدث عن يوحنا، ولم يذكر أن له إنجيلاً، واقتبس فيلمو - ١٦٥م - من إنجيل يوحنا، ولم ينسبه إليه.

وقد أُنكر نسبة الإنجيل إلى يوحنا أمام أرينيوس تلميذ بوليكارب الذي كان تلميذاً ليوحنا، فلم ينكر أرينيوس على المنكرين، ويبعد كل البعد أن يكون قد سمع من بوليكارب بوجود إنجيل ليوحنا، ثم لا يدافع عنه. (١)


(١) انظر: إظهار الحق، رحمة الله الهندي (١/ ١٥٥ - ١٥٦)، الفارق بين المخلوق والخالق، عبد الرحمن باجي البغدادي، ص (٥٦٠ - ٥٦١).

<<  <   >  >>