للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

" إن إنجيل يوحنا ليس له قيمة تستحق الذكر في سرد الحوادث الأكيدة، ويظهر أن محتوياته لعب فيها خيال الكاتب دوراً بعيداً ". (١)

ومن المشكلات التي تواجه هذا الإنجيل أيضاً أن أيدي المحرفين نالت هذا الإنجيل، فأضافت فيه رواية المرأة الزانية (انظر يوحنا ٨/ ١ - ١١) والتي يقول عنها مدخل الرهبانية اليسوعية إلى هذا الإنجيل: " هناك إجماع على أنها من مرجع مجهول فأدخلت في زمن لاحق". وقد حذفت هذه القصة من النسخة الإنجليزية القياسية المراجعة ( R. S. V) لاعتبارها عبارة دخيلة على الإنجيل. (٢)

كما أن كثيراً من المحققين يعتقدون بأن الإصحاح الأخير ليس من تأليف مؤلف الإنجيل، يقول كرونيس: " إن هذا الإنجيل كان عشرين باباً فألحقت كنيسة أفسس الباب الحادي والعشرين بعد موت يوحنا ". (٣)

وهذا ما يعترف به كاتبو مقدمة الرهبانية اليسوعية، إذ اعتبرت الإصحاح العشرين خاتمة للإنجيل، واعتبرت الإصحاح الأخير ملحقاً بالإنجيل، وعنه تقول: "يظهر هذا الفصل الأخير، الوارد بعد خاتمة ٢٠/ ٣٠ - ٣١ بمظهر الملحق، ولا تزال مسألة مصدره موضوع نقاش .. وقد يكون هذا الفصل تكملة أضافها بعض تلاميذ يوحنا".


(١) انظر: ما هي النصرانية، محمد تقي العثماني، ص (١٨١ - ١٨٢)، يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء، رؤوف شلبي، ص (١٦٢ - ١٦٥)، الأناجيل والرسائل بين انقطاع السند وتناقض المتن، محمد الشرقاوي، ص (٥٦)، اختلافات في تراجم الكتاب المقدس، أحمد عبد الوهاب، ص (٨٦).
(٢) انظر: قراءات في الكتاب المقدس، عبد الرحيم محمد (٢/ ٢٧٢)، مسألة صلب المسيح، أحمد ديدات، ص (٦٨)، التوراة والإنجيل والقرآن والعلم، موريس بوكاي، ص (٩١)، وقد وضعت الترجمة العربية المشتركة هذه الفقرات بين معقوفتين، وأشارت في الحاشية إلى فقدها في المخطوطات القديمة والترجمات السريانية واللاتينية.
(٣) انظر: إظهار الحق، رحمة الله الهندي (١/ ١٥٦).

<<  <   >  >>