للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيقول: "السفر يصف المباهج الزوجية، ولا خطأ في الجنس الذي هو في إطار الزواج" (١)، وكأني بالكتاب المقدس كتاب يدفع لأولئك الذين يقدمون على الخطبة ويرومون الزواج، كما وإن القس غفل عن تلك النصوص التي تتحدث عن العلاقة الآثمة خارج إطار الزوجية.

وعلى منوال القس عبد النور ينسج القس صموئيل يوسف فيبرر وجود هذه النصوص الغرامية في الكتاب بقوله: "بوجوده أعطى كمالاً للأسفار المقدسة، لأن الله يهتم بكل جوانب الحياة الإنسانية .. عندما نقرأ سفر النشيد تتطهر قلوبنا أكثر، وندرك حقيقة التجربة وبشاعتها التي يسقط فيها عدد غير قليل من جراء عدم الأمانة بين المتزوجين، فالسفر هدفه أخلاقي تعليمي". (٢)

يقول ول ديورانت في قصة الحضارة: مهما يكن من أمر هذه الكتابات الغرامية فإن وجودها في العهد القديم سر خفي ... ولسنا ندري كيف غفل أو تغافل رجال الدين عما في هذه الأغاني من عواطف شهوانية، وأجازوا وضعها في الكتاب المقدس.

وتقول مقدمة الآباء اليسوعيين: "لا يقرأ نشيد الإنشاد إلا القليل من المؤمنين، لأنه لا يلائمهم كثيراً".

وهذه الصورة السيئة تتكرر في أسفار عدة، ومنها ما جاء في القصة الرمزية للعاهرتين التين أسلمهما الله ليد عشاقهما فذبحوهما، والتي ترمز لمدينتي السامرة وأورشليم، ورمزيتها لا تبرر سوءها: "وكان إليّ كلام الرب قائلاً: يا ابن آدم كان امرأتان، ابنتا أم واحدة، وزنتا بمصر، في صباهما زنتا، هناك دغدغت ثديّهما، وهناك


(١) شبهات وهمية حول الكتاب المقدس، القس منيس عبد النور، ص (٢٠٩).
(٢) انظر المدخل إلى العهد القديم، القس الدكتور صموئيل يوسف، ص (٢٤٥).

<<  <   >  >>