للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جليات الفلسطيني الذي قتله داود". (١)

ويوافق على الإقرار بهذا الخطأ القس منيس عبد النور، ومحققو الترجمة العربية المشتركة الذين أصلحوا الخلل، وزادوا كلمة (أخا) في سفر صموئيل، ليغدو النص عندهم: " فقتل ألحانان بن يائير الذي من بيت لحم أخا جليات الجتي"، فلهم من قراء الكتاب المقدس الكثير من الشكر على هذا التصحيح الذي تأخر عشرين قرناً، ونرجو منهم تنبيه بقية طابعي نسخ الكتاب المقدس ليقوموا بمثل هذا التصحيح في نسخهم وتراجمهم العالمية التي ما تزال تضل قراءها وتذكر لهم أن جليات قتل مرتين.!

لكن علماء الكتاب المقدس لن يرضيهم مثل هذا الحل على بساطته، فلجؤوا إلى حلول متناقضة زادت المسالة تعقيداً، تنقلها إلينا موسوعة دائرة المعارف الكتابية، فتقول: " وهناك جملة افتراضات لحل هذه المسألة:

- افتراض وجود جبارين باسم جليات، أحدهما قتله داود، والثاني قتله ألحانان.

- أو افتراض أن "جليات" كان لقباً لطائفة من الجبابرة.

- الزعم بأن كلمة "أخ" سقطت من سفر صموئيل.

- الزعم بأن كاتب سفر الأخبار أضاف كلمة "أخ" لحل المشكلة.

- يزعم ايوالد وكنيدي أن القصة كانت أصلاً عن ألحانان، ثم نسبت إلى داود، أما من قتله داود فجبار مجهول الاسم [وإليه يميل محققو الرهبانية اليسوعية، وأن اسم جوليات قد أضيف على سفر صموئيل].

- ذكر جيروم والترجوم العبري - بناء على تقليد قديم - أن داود وألحانان اسمان لشخص واحد". (٢)

وهكذا تختلف الحلول وتتضارب، إلا أنها - على كل حال - تتفق في الشهادة على أن هذا التناقض ليس من كلام الله.

وقبل أن نغادر خبر مقتل جليات، فإنه يلزمنا أن ننبه إلى خطأ تاريخي وقع به كاتب سفر صموئيل حين قال: "أخذ داود رأس الفلسطيني، وأتى به إلى أورشليم،


(١) المدخل إلى العهد القديم، القس الدكتور صموئيل يوسف (١٦٥)، وانظر شبهات وهمية على الكتاب المقدس، القس منيس عبد النور، ص (١٤٧).
(٢) دائرة المعارف الكتابية (١/ ٣٦٦).

<<  <   >  >>