للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدارسين يرى أن الأصح أن نقرأ (صموئيل (٢) ١٥/ ٧) على أنها أربع سنوات كما جاءت في النسخ السريانية والسبعينية، وليست أربعين سنة " (١)، ففي النسخ التي تتبع النص السبعيني اليوناني - كالترجمة العربية المشتركة والرهبانية اليسوعية - النص هكذا "وبعد انقضاء أربع سنوات قال أبشالوم للملك: دعني أنطلق إلى حبرون لأوفي نذري الذي نذرته للرب وهكذا يطرح السؤال نفسه: من الذي أعطى مترجمي السبعينية وغيرهم الحق في تصحيح أخطاء كلمة الله؟

- ومنها ما ذكرته التوراة العبرانية عن نبي الله أيوب، أنه قال: "وبعد أن يفنى جلدي هذا، وبدون جسدي أرى الله" (أيوب ١٩/ ٢٦)، فالنص يتحدث عن فناء جلد أيوب، وأنه سيرى الله لكن لا بجسده، وهذه المعاني تغاير تماماً ما جاء في التوراة الكاثوليكية، حيث تقول: "وبعد أن تلبس هذه الأعضاء بجلدي، ومن جسدي أعاين الله" فالجلد لن يفنى، بل سيلبس الأعضاء، وهو سيعاين الله ويراه بجسده، وهكذا فالنصان متناقضان، فأيهما هو كلمة الله؟

- ومن الاختلافات أيضاً ما جاء في النصين العبراني واليوناني عن قصة أهل قرية بيتمش الذين رأوا تابوت الرب، فعاقبهم بقتل ما يربو على خمسين ألف من أهل تلك القرية البائسة، كما يذكر ذلك النص العبراني، حين يقول: " ضرب أهل بيتمش، لأنهم نظروا إلى تابوت الرب، وضَرب من الشعب خمسين ألف رجل وسبعين رجلاً، فناح الشعب، لأن الرب ضرب الشعب ضربة عظيمة " (صموئيل (١) ٦/ ١٩).

لكن هذا الرقم الكبير للقتلى أقضّ مضاجع كتاب النص اليوناني، فأنقصوه من خمسين ألف إلى سبعين شخصاً فقط، حيث يقول نص الكاثوليك: " وضرب الرب


(١) دائرة المعارف الكتابية (مادة أبشالوم).

<<  <   >  >>