للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التخم إلى دبير من وادي عخور" (يشوع ١٥/ ٧)، وغيرها من المواضع.

وهذا الاسم لم يطلق على هذه القرية إلا بعد وفاة يشوع، فقد كان اسمها في عهد يشوع قرية سفر، وتغير في عهد القضاة "واسم دبير قبلاً قرية سفر" (القضاة ١/ ١١).

كما نجد في مواضع كثيرة أن كاتب السفر يخبرنا ببقاء بعض المسميات التي سميت في عهد يشوع وأنها لم تتغير بتقادم الأيام وتصرم السنين، ومن المؤكد أن يشوع ليس القائل، إذ هذه المسميات ظهرت في عصره، وليس من المعتاد تغير أسماء المدن في وقت قريب، يقول سفر يشوع: "فدعي اسم ذلك المكان الجلجال إلى هذا اليوم" (يشوع ٥/ ٩)، أي ما زال اسمه كذلك إلى زمن كتابة السفر.

ومثله قوله: " وأقاموا فوقه رجمة حجارة عظيمة إلى هذا اليوم، فرجع الرب عن حمو غضبه، ولذلك دعي اسم ذلك المكان وادي عخور إلى هذا اليوم" (يشوع ٧/ ٢٦).

وقد اعترف بمجهولية كاتب هذا السفر الناقد اليهودي اسبينوزا، وبه أقرت مقدمة الكاثوليك للكتاب المقدس، حيث تقول: "لكن المؤلف المقدس الذي نجهل اسمه وعصره ... ".

وأما محررو قاموس الكتاب المقدس ينقل لنا عدداً من الأسماء المقترحة لكتابة هذا السفر، فيقول: "كاتب هذا السفر مجهول، ولكنه قد نسب إلى أشخاص متعددين، غير أن كثيرين يتمسكون بالاعتقاد المقبول عند اليهود والكتاب المسيحيين الأولين، وهو أن يشوع نفسه كاتب السفر .. وظنَّ كالفن أن كاتبه هو اليعازر بن هارون، وزعم آخرون أنه فيدحاس أو صموئيل، أو إرميا". (١)


(١) قاموس الكتاب المقدس، ص (١٠٧٠).

<<  <   >  >>