للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومرة أخرى تتكرر الوصاة - المنسوبة زوراً إلى الرب - بقتل الأطفال، لكنها هذه المرة مع التأكيد على قتل الأجنة في بطون الأمهات، حتى لا ينجو أولئك الذين لم يروا الدنيا بعد " تجازى السامرة، لأنها قد تمردت على إلهها، بالسيف يسقطون، تحطَّم أطفالهم، والحوامل تشقّ" (هوشع ١٣/ ١٦)، لقد عوقبوا بجريرة آبائهم، فهل يأمر الله بمثل هذا الظلم؟!

وكما رأينا فإن للأطفال نصيباً مستحقاً من القتل والتدمير، وهو حق ما فتئت النصوص تذكر به، ومنه ما ينتظر أطفال بابل فطوبى لمن يقتلهم " يا بنت بابل المخربة، طوبى لمن يجازيكِ جزاءك الذي جازيتنا، طوبى لمن يمسك أطفالك، ويضرب بهم الصخرة" (المزمور ١٣٧/ ٨ - ٩).

وأما يوم الرب الذي سيصيب بابل، ففي ذلك اليوم " كل من وجد يُطعن، وكل من انحاش يسقط بالسيف، وتحطَّم أطفالهم أمام عيونهم، وتنهب بيوتهم، وتُفضح نساؤهم، ها أنذا أهيج عليهم الماديين الذين لا يعتدون بالفضة، ولا يسرون بالذهب، فتحطِّم القسيُّ الفتيان، ولا يرحمون ثمرة البطن، لا تشفق عيونهم على الأولاد، وتصير بابل بهاء الممالك وزينة فخر الكلدانيين؛ كتقليب الله سدوم وعمورة، لا تعمر إلى الأبد" (إشعيا ١٣/ ١٥ - ٢٠).

وللاطلاع على المزيد من المجازر التي تنسبها أسفار العهد القديم إلى أمر الرب. انظر (حزقيال ٩/ ٦ - ٧)، و (العدد ٣١/ ١٤ - ١٨) و (إرمياء ٥١/ ٢٠ - ٢٣)، ويغنيك عن ذلك كله أن تقرأ سفر المجازر المنسوب إلى النبي يشوع، أو أن تقرأ سيرة هتلر والنازيين وما صنعوه من جرائم يندى لها جبين الإنسان).

ويتكرر الإفساد في الأرض، وينسب الأمر فيه إلى الله: "قال الرب: .. فتضربون كل مدينة محصّنة، وكل مدينة مختارة، وتقطعون كل شجرة طيبة، وتطمّون جميع عيون

<<  <   >  >>