للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قريب من لفظ أحمد". (١)

ويسأل عبد الوهاب النجار الدكتور كارلو نيلنو - الحاصل على الدكتوراه في آداب اليهود اليونانية القديمة - عن معنى كلمة " بيركلوتس " فيقول: " الذي له حمد كثير ".

ومما يؤكد خطأ الترجمة أن اللفظة اليونانية (بيركلوتس) اسم لا صفة، فقد كان من عادة اليونانيين زيادة السين في آخر الأسماء، وهو ما لا يصنعونه في الصفات.

ويرى عبد الأحد داود أن تفسير الكنيسة للبارقليط بأنه " شخص يدعى للمساعدة أو شفيع أو محام أو وسيط " غير صحيح، فإن كلمة بارقليط اليونانية لا تفيد أياً من هذه المعاني، فالمعزي في اليونانية يدعى (باراكالون أو باريجوريتس)، والمحامي تعريب للفظة (سانجرس)، وأما الوسيط أو الشفيع فتستعمل له لفظة " ميديتيا "، وعليه فعزوف الكنيسة عن معنى الحمد إلى أي من هذه المعاني إنما هو نوع من التحريف.

ويوافقه القس الدكتور سمبسون، فيقول: "الاسم المعزي ليس ترجمة دقيقة جداً" (٢).

ويعترف به معجم اللاهوت الكتابي، حين كتب مؤلفوه: " ومعنى "المعزي" - المشتق على الأرجح من أصل لغوي خاطئ - غير وارد في العهد الجديد". (٣)

ومما سبق يتضح أن ثمة خلافاً بين المسلمين والنصارى في الأصل اليوناني لكلمة " بارقليط " حيث يعتقد المسلمون أن أصلها " بيركلوتوس " وأن ثمة تحريفاً قام به النصارى لإخفاء دلالة الكلمة على اسم النبي - صلى الله عليه وسلم - أحمد: الذي له حمد كثير.


(١) تفسير إنجيل يوحنا، الأنبا أثناسيوس، ص (١١٧).
(٢) الروح القدس أو قوة في الأعالي (٢/ ٢٠٦).
(٣) معجم اللاهوت الكتابي (مادة بارقليط).

<<  <   >  >>