للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[آثار ومضار النميمة]

للنميمة آثارها السيئة وأضرارها الجسيمة التي تعود على الفرد وتؤثر عليه في دنياه وأخراه، ومن هذه الآثار:

١ - طريق موصّل إلى النّار.

٢ - تذكي نار العداوة بين المتآلفين.

٣ - تؤذي وتضرّ، وتؤلم، وتجلب الخصام والنّفور.

٤ - تدلّ على سوء الخاتمة، وتمسخ حسن الصّورة.

٥ - عنوان الدّناءة والجبن والضّعف والدّسّ والكيد والملق والنّفاق.

٦ - مزيلة كلّ محبّة ومبعدة كلّ مودّة وتآلف وتآخ (١).

٧ - عار على قائلها وسامعها.

٨ - تحمل على التجسس وتتبع أخبار الآخرين.

٩ - تؤدي إلى قطع أرزاق الآخرين.

١٠ - تفرق وتمزق المجتمعات الملتئمة.

١١ - النميمة تأتي بثلاث جنايات: ذكر أن حكيماً من الحكماء زاره بعض إخوانه، فأخبره بخبر عن بعض أصدقائه؛ فقال له الحكيم: قد أبطأت في الزيارة، وأتيت بثلاث جنايات: بغضت أخي إليّ، وشغلت قلبي الفارغ، واتهمت نفسك الأمينة (٢).

١٢ - النميمة تحلق الدين: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين)) (٣).

١٣ - النميمة تمنع نزول القطر من السماء: وروى كعبٌ: أنّه أصاب بني إسرائيل قحطٌ، فاستسقى موسى - صلّى الله وسلّم على نبيّنا وعليه - مرّاتٍ فما أجيب، فأوحى الله - تعالى - إليه أنّي لا أستجيب لك ولا لمن معك وفيكم نمّامٌ، قد أصرّ على النّميمة، فقال موسى: يا ربّ من هو حتّى نخرجه من بيننا؟ فقال يا موسى: أنهاكم عن النّميمة وأكون نمّامًا، فتابوا بأجمعهم فسُقُوا (٤).

١٤ - النميمة تجعل صاحبها ذليل وحقير: اتبع رجل حكيماً سبعمائة فرسخ في سبع كلمات، فلما قدم عليه قال إني جئتك للذي آتاك الله تعالى من العلم، أخبرني عن السماء وما أثقل منها؟ وعن الأرض وما أوسع منها؟ وعن الصخر وما أقسى منه؟ وعن النار وما أحر منها؟ وعن الزمهرير وما أبرد منه؟ وعن البحر وما أغنى منه؟ وعن اليتيم وما أذل منه؟ فقال له الحكيم: البهتان على البريء أثقل من السموات، والحق أوسع من الأرض، والقلب القانع أغنى من البحر، والحرص والحسد أحر من النار، والحاجة إلى القريب إذا لم تنجح أبرد من الزمهرير، وقلب الكافر أقسى من الحجر، والنمام إذا بان أمره أذل من اليتيم (٥).

١٥ - النمام لا يستريح من عذاب القبر: عن يزيد بن كعب رضي الله عنه قال: (اتقوا النميمة فإن صاحبها لا يستريح من عذاب القبر) (٦).

١٦ - النميمة تحرم صاحبها دخول الجنة: حدثنا نصر بن داود، ثنا سعيد بن منصور، ثنا خالد بن عبد الله، عن سليمان التيمي، عن سيار بن سلامة، عن أبي إدريس عائذ الله قال: (من تتبع الأحاديث يحدث بها الناس لم يجد رائحة الجنة). قال خالد: (يعني النميمة) (٧).

١٧ - النميمة توجب دخول النار: عن أبي العالية، أو غيره قال: حدثت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أتاني البارحة رجلان فاكتنفاني، فانطلقا بي حتى أتيا بي على رجل في يده كلاب، يدخله في فيّ رجل، فيشق شدقه حتى يبلغ لحييه، فيعود فيأخذ فيه فقلت: من هذا؟ قال: هم الذين يسعون بالنميمة)) (٨).

١٨ - النميمة تفسد الدنيا والدين: قال أبو الفرج ابن الجوزي: النميمة تفسد الدين والدنيا، وتغيّر القلوب، وتولّد البغضاء، وسفك الدماء، والشتات (٩).


(١) ((نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم)) لعدد من المختصين (١١/ ٥٦٧١).
(٢) ((إحياء علوم الدين)) للغزالي (٣/ ١٥٦).
(٣) رواه أبو داود (٤٩١٩)، الترمذي (٢٥٠٩) واللفظ له، وأحمد (٦/ ٤٤٤) (٢٧٥٤٨) من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه. قال الترمذي: حسن صحيح. وصححه الألباني في ((غاية المرام)) (ص٢٣٧).
(٤) ((إحياء علوم الدين)) (١/ ٣٠٧).
(٥) ((إحياء علوم الدين)) للغزالي (٣/ ١٥٦).
(٦) رواه ابن أبي الدنيا في ((الصمت)) (ص١٦١)،وابن وهب في ((جامعه)) (ص٥٥٣) من قول كعب.
(٧) رواه الخرائطي في ((مساوئ الأخلاق)) (ص١٠٧).
(٨) رواه ابن أبي الدنيا في ((الصمت)) (ص١٥٨) من حديث أبي العالية رحمه الله مرسلا.
(٩) ((بحر الدموع)) لابن الجوزي (ص١٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>